هبة بريس - عبد اللطيف بركة
تشهد منطقة الكارة في إقليم برشيد، جنوب غرب الدار البيضاء، تدهورًا ملحوظًا في صحة رؤوس الأغنام، وذلك نتيجة لتغيرات مناخية أصبحت أكثر تطرفًا في الآونة الأخيرة.
حيث أشار العديد من الفلاحين والمربين إلى تزايد انتشار الأمراض في قطعانهم، مما يؤثر بشكل كبير على الإنتاجية والدخل الزراعي في المنطقة.
التغيرات المناخية وأثرها على صحة الأغنام
تعتبر التغيرات المناخية، خاصة ارتفاع درجات الحرارة وتقلبات الأمطار، من العوامل الرئيسية التي تؤثر سلبًا على صحة الحيوانات في مناطق متعددة، ومنها منطقة الكارة.
ومع ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، تصبح الأغنام أكثر عرضة للإصابة بالأمراض التنفسية والهضمية، كما تزداد فرص الإصابة بعدوى الطفيليات المعوية والجلود.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تذبذب فترات الأمطار قد يؤدي إلى نقص المراعي الخصبة، مما يضعف الجهاز المناعي للأغنام ويزيد من احتمالية تعرضها للأمراض.
الأمراض الشائعة
من بين الأمراض التي ظهرت بشكل متزايد في المنطقة، هناك العديد من الحالات المتعلقة بالتهاب الأمعاء والملاريا، فضلًا عن الطفيليات المعوية التي تنتقل عبر التربة أو النباتات الملوثة.
كما أن بعض المربين لاحظوا حالات من النزيف والأمراض التنفسية التي قد تكون نتيجة للحرارة المفرطة ونقص التهوية في بعض الحظائر.
تأثير ذلك على الاقتصاد المحلي
تسبب هذه الأمراض في نفوق العديد من رؤوس الأغنام، مما ينعكس سلبًا على الاقتصاد المحلي. حيث يعتمد عدد كبير من الأسر في الكارة على تربية الأغنام كمصدر دخل رئيسي، سواء من خلال بيع اللحوم أو إنتاج الحليب. كما أن تراجع أعداد الأغنام يؤدي إلى زيادة تكلفة المعيشة لدى السكان الذين يعتمدون على هذه الأنشطة الزراعية.
الحلول والتوصيات
لمواجهة هذه التحديات، يجب اتخاذ عدد من الإجراءات للتخفيف من تأثير التغيرات المناخية على صحة القطعان. من أبرز هذه الإجراءات:
تحسين الرعاية الصحية: ضرورة توفير اللقاحات والعلاجات المناسبة للوقاية من الأمراض الشائعة.
تعديل أساليب التربية: تهيئة الحظائر بشكل يتناسب مع المتغيرات المناخية، مثل تحسين التهوية وتوفير المياه العذبة بشكل دائم.
تغيير أنماط الرعي: تغيير أساليب الرعي لتجنب تدهور المراعي، وتوفير تغذية بديلة لضمان صحة جيدة للحيوانات.
التوعية والتدريب: ضرورة تنظيم حملات توعية للمربين حول كيفية التكيف مع التغيرات المناخية وسبل الوقاية من الأمراض.
إن التغيرات المناخية تهدد بشكل حقيقي مستقبل تربية الأغنام في مناطق مثل الكارة ببرشيد. إلا أن من خلال التعاون بين المربين، الخبراء والجهات الحكومية يمكن التخفيف من هذه الآثار والعمل على ضمان استدامة هذا القطاع الحيوي.