شهدت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا ارتفاعا ملحوظا خلال تعاملات اليوم الإثنين، مواصلة تحقيق مكاسب للجلسة الثانية على التوالي، وسط توقعات بزيادة الطلب على التدفئة نتيجة الطقس البارد المتوقع في القارة الأوروبية.
صعدت أسعار العقود الآجلة للغاز الهولندي تسليم يناير، المعيار الأوروبي، بنسبة 1.48% لتصل إلى 48.52 يورو لكل ميجاواط/ساعة.
وتتوقع شركة “ماكسار تكنولوجيز” أن يشهد غرب أوروبا طقسا أكثر برودة الأسبوع المقبل، مما يعزز الطلب على التدفئة، إلى جانب ذلك، تزيد المخاطر الجيوسياسية من الضغط على السوق، خاصة مع التوترات المتصاعدة بين روسيا وأوكرانيا، والاضطرابات في الشرق الأوسط، مما يعزز المخاوف بشأن استقرار إمدادات الطاقة العالمية.
وتُسحب كميات الغاز الطبيعي من المخزونات الأوروبية بوتيرة أسرع من المعتاد، مع اقتراب انتهاء اتفاق نقل الغاز بين روسيا وأوكرانيا دون وجود أي إشارات واضحة حول تجديده، وتشير البيانات إلى أن مستويات التخزين الأوروبية بلغت نحو 85% هذا العام، مقارنة بـ 95% خلال نفس الفترة من العام الماضي، ما يثير القلق بشأن قدرة القارة على تلبية الطلب خلال فصل الشتاء.
واستجابة لهذه التحديات، رفع الاتحاد الأوروبي هدفه لتخزين الغاز بحلول فبراير المقبل لضمان الاستعداد التام لعام 2025، هذا الإجراء يهدف إلى تقليل الاعتماد على واردات الغاز غير المستقرة وتأمين احتياجات السوق الأوروبية في ظل التقلبات المناخية والجيوسياسية.
يعكس ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا تحديات متعددة تواجه أسواق الطاقة، بدءا من الطقس البارد المتوقع وصولا إلى التوترات الجيوسياسية، ويبدو أن القارة الأوروبية بحاجة إلى مزيد من الخطوات الاستباقية لتأمين إمدادات الطاقة وتحقيق الاستقرار في مواجهة هذه التحديات.