الناظور.. قاعدة تدريب ثوار الجزائر في دار الكبداني تترك إرثا دمويا

هبة بريس : عبد السلام بلغربي ، محمد زريوح في حوار خاص مع الجريدة الإلكترونية "هبة بريس"، كشف الباحث في التراث والتاريخ، السيد اليزيد ادريوش، عن حقائق تاريخية غير معروفة حول منطقة دار الكبداني التابعة لإقليم ادريوش شمال المغرب . أوضح أن هذه المنطقة كانت مسرحًا لأحداث عسكرية هامة بين عامي 1956 و1962، حيث استضافت قاعدة عسكرية تابعة للثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي. وأشار إلى أن هذه القاعدة كانت بمثابة مركز تدريب للمقاتلين الجزائريين لتعلم كيفية تفكيك الألغام، نظراً لما زرعته السلطات الاستعمارية الفرنسية من ألغام بين خطي موريس وشال بهدف منع مرور الأسلحة والمقاتلين بين الريف المغربي والجزائر. وأشار "ادريوش" إلى أن السلطات الفرنسية استخدمت خطي موريس وشال كحواجز عسكرية استراتيجية، حيث زرعت ملايين الألغام لمنع أي حركة تهريب للأسلحة أو مرور المقاتلين بين الجزائر والمغرب. ونتيجة لهذا، كان من الضروري أن يتعلم المقاتلون الجزائريون كيفية التعامل مع هذه الألغام وتفكيكها لضمان استمرارية العمليات العسكرية ودعم الثورة الجزائرية. وأوضح الباحث أن المجاهد "السنوسي صديق"، كان الم

الناظور.. قاعدة تدريب ثوار الجزائر في دار الكبداني تترك إرثا دمويا
   hibapress.com
هبة بريس : عبد السلام بلغربي ، محمد زريوح في حوار خاص مع الجريدة الإلكترونية "هبة بريس"، كشف الباحث في التراث والتاريخ، السيد اليزيد ادريوش، عن حقائق تاريخية غير معروفة حول منطقة دار الكبداني التابعة لإقليم ادريوش شمال المغرب . أوضح أن هذه المنطقة كانت مسرحًا لأحداث عسكرية هامة بين عامي 1956 و1962، حيث استضافت قاعدة عسكرية تابعة للثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي. وأشار إلى أن هذه القاعدة كانت بمثابة مركز تدريب للمقاتلين الجزائريين لتعلم كيفية تفكيك الألغام، نظراً لما زرعته السلطات الاستعمارية الفرنسية من ألغام بين خطي موريس وشال بهدف منع مرور الأسلحة والمقاتلين بين الريف المغربي والجزائر. وأشار "ادريوش" إلى أن السلطات الفرنسية استخدمت خطي موريس وشال كحواجز عسكرية استراتيجية، حيث زرعت ملايين الألغام لمنع أي حركة تهريب للأسلحة أو مرور المقاتلين بين الجزائر والمغرب. ونتيجة لهذا، كان من الضروري أن يتعلم المقاتلون الجزائريون كيفية التعامل مع هذه الألغام وتفكيكها لضمان استمرارية العمليات العسكرية ودعم الثورة الجزائرية. وأوضح الباحث أن المجاهد "السنوسي صديق"، كان المسؤول عن تدريب هؤلاء المقاتلين في منطقة دار الكبداني، حيث كانوا يتدربون على كيفية التعامل مع الألغام وفكها قبل أن ينفذوا عملياتهم العسكرية. هذا التدريب كان يتم بسرية تامة لتجنب لفت انتباه القوات الفرنسية، التي كانت تراقب المنطقة بحذر. ومع حصول الجزائر على استقلالها في عام 1962، غادر المقاتلون الجزائريون القاعدة وعادوا إلى بلادهم. لكن المشكلة لم تنتهِ عند هذا الحد؛ فقد اكتشف سكان منطقة دار الكبداني لاحقًا أن القاعدة العسكرية تركت وراءها إرثًا خطيرًا يتمثل في الألغام التي لم تُفكك، والتي أصبحت تهديدًا دائمًا للمدنيين. ونتج عن ذلك سقوط العديد من الضحايا بين قتلى ومصابين ببتر أطرافهم نتيجة انفجار الألغام المتبقية، مما خلق حالة من الرعب والقلق لدى السكان المحليين. وأعرب اليزيد ادريوش عن استيائه من هذه الحوادث، معتبرًا أن المقاتلين الجزائريين الذين تركوا هذه الألغام بعد مغادرتهم لم يكونوا مختلفين كثيرًا عن الاستعمار الفرنسي أو الإسباني الذي استخدم الألغام لقتل المدنيين الأبرياء. وأضاف أن هذا التصرف لا يقل خطورة عن جرائم الاستعمار، حيث إن الزرع المتعمد للألغام ترك إرثًا مميتًا استمر في حصد أرواح الأبرياء لفترة طويلة بعد انتهاء الصراع. ودعا الباحث إلى ضرورة توثيق هذه الأحداث بشكل صحيح في التاريخ المحلي والدولي، حيث لا ينبغي إغفال الآثار المدمرة لهذه الألغام على السكان المحليين الذين عانوا من ويلات الحرب رغم عدم مشاركتهم فيها. وأكد أن هناك حاجة ماسة لرفع الوعي حول هذا التاريخ وحث الحكومات والمنظمات المعنية على إزالة الألغام المتبقية التي لا تزال تشكل خطرًا حتى اليوم. كما شدد على ضرورة تقديم الدعم النفسي والمادي للضحايا الذين فقدوا أجزاء من أجسادهم أو خسروا أحبائهم نتيجة هذه الألغام، مشيرًا إلى أن العدالة التاريخية تقتضي تعويض هؤلاء الضحايا والعمل على إعادة تأهيل المنطقة لتكون آمنة للعيش مرة أخرى. وفي ختام حديثه، وجه السيد اليزيد ادريوش دعوة للباحثين والمهتمين بالتاريخ لتسليط الضوء على مثل هذه القضايا الحساسة التي تعكس تعقيد العلاقات الإقليمية والدولية خلال فترة الاستعمار وما بعدها، مؤكدًا على أهمية حفظ الذاكرة الجماعية لتفادي تكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل.