تعيش ساحة باب دكالة، واحدة من أعرق الساحات التاريخية بمراكش، أوضاعًا متردية تثير استياء الساكنة المحلية والزوار على حد سواء، فبعدما كانت الساحة في فترة من فتراتها السابقة تحتضن عروض التبوريدة التقليدية ومختلف الأنشطة الثقافية والرياضية، تحولت إلى نقطة سوداء تغرق في الفوضى واللامبالاة، وسط دعوات مستمرة للتدخل العاجل.
وتعاني الساحة ومحيطها من انتشار النفايات والروائح الكريهة التي تفوح على امتداد الأسوار التاريخية، فضلاً عن تحوّل المكان إلى مستقر للكلاب الضالة والمتسكعين ومدمني الكحول. كما أن المحطة الطرقية، التي كان يُنتظر منها تحسين المشهد الحضري، ساهمت في تفاقم الفوضى، حيث يشهد محيطها احتلالًا عشوائيًا للملك العام، وانتشار سماسرة النقل السري والرسمي دون أي تدخل فعلي من الجهات المعنية.
ورغم التحذيرات المتكررة عبر مكبرات الصوت بالمحطة الطرقية بعدم التعامل مع السماسرة، إلا أن الظاهرة مستمرة بشكل علني، ويشتكي المواطنون من تحول المرور بجانب المحطة إلى معاناة يومية بسبب الفوضى العارمة، مما يسيء لسمعة المدينة كوجهة سياحية عالمية.
ناشطون محليون وفعاليات مدنية عبّروا عن غضبهم من تدهور الأوضاع بساحة باب دكالة، من خلال نشر تدوينات وصور على المنصات الإعلامية، مُطالبين بتدخل عاجل لتنظيم المنطقة وتطهيرها من كل مظاهر التسيب، كما دعوا إلى إعادة تأهيل الساحة واستغلالها ثقافيًا ورياضياً، حفاظًا على تاريخها العريق.
في ظل صمت المسؤولين، يبقى السؤال مطروحًا: متى تتحرك الجهات المعنية لإنقاذ ساحة باب دكالة من هذا الوضع المتردي؟ وهل ستعود يومًا إلى مكانتها كرمز للبهجة والأنشطة التراثية؟ إلى حين ذلك، تستمر معاناة الساكنة وزوار المدينة، فيما تتراكم بالمشاهد المسيئة بساحة باب دكالة لصورة مدينة “سبعة رجال”.