حصيلة أم “حْصْلَة”؟.. جماعة مراكش تتعثر في المشاريع الكبرى
مرت حوالي 4 سنوات، على صعود حزب الأصالة والمعاصرة إلى كرسي رئاسة مجلس جماعة مراكش، فما الذي تغير؟ على غرار ساكنة مختلف المدن المغربية، كان المراكشيون يمنون النفس من خلال الانتخابات الأخيرة أن يكون الحزب الذي سيترأس مجلس جماعة مراكش في الموعد، وأن يسير بالمدينة الحمراء نحو أعلى المستويات، خصوصا بعد ما عانته جراء جائحة كوفيد، […]
kech24.com
مرت حوالي 4 سنوات، على صعود حزب الأصالة والمعاصرة إلى كرسي رئاسة مجلس جماعة مراكش، فما الذي تغير؟
على غرار ساكنة مختلف المدن المغربية، كان المراكشيون يمنون النفس من خلال الانتخابات الأخيرة أن يكون الحزب الذي سيترأس مجلس جماعة مراكش في الموعد، وأن يسير بالمدينة الحمراء نحو أعلى المستويات، خصوصا بعد ما عانته جراء جائحة كوفيد، لكن؛ جولة قصيرة في مختلف الصفحات “الفيسبوكية” التي تعنى بالشأن المحلي المراكشي، تكشف خيبة أمل المراكشيين، وعدم رضاهم عن حصيلة تدبير حزب الأصالة والمعاصرة لمجلس المدينة.
الحصيلة التي استعرضها مجلس جماعة مراكش، بحضور العمدة فاطمة الزهراء المنصوري، أمس الأربعاء 19 فبراير الجاري، بدت هزيلة جدا بالمقارنة مع حجم المدينة وكذا مع الوعود التي قطعها القائمون على تدبير شؤون المدينة الحمراء بعد اعتلاء كرسي الرئاسة، حيث صور المجلس المنتخب الحصيلة المذكورة على أنها إنجازات كبيرة خلّصت المواطن المراكشي من جزء كبير من معاناته اليومية، جراء تردي شبكة الطرق، الإزدحامات المرورية، ضعف وغياب المرافق الصحية، الزحف العمراني على حساب المساحات الخضراء، وغيرها من المشاكل التي تتخبط فيها مدينة “السبعة رجال” والتي أصبحت كابوسا يقض مضجع الساكنة، بيد أن واقع الحال يوحي بالعكس.
وسجل مهتمون بالشأن المحلي، أن مجموعة من المشاريع الكبرى التي تضمنها برنامج عمل الجماعة، ظلت إلى حدود الساعة حبرا على ورق، إذ لم تظهر بعد بوادر إنجاز بعضها على أرض الواقع، فيما يعرف البعض الآخر تأخرا وتعثرا كبيرين في الإنجاز، وذلك رغم مرور أزيد من نصف المدة الإنتدابية، (تهيئة شبكة ممرات حافلات ذات خدمة عالية الجودة، المراكن تحت الأرضية، المحطة الطرقية الجديدة…)، وهو ما أكدته الحصيلة التي جرى عرضها يوم أمس خلال الجلسة الثالثة من دورة فبراير، والتي وصفها المهتمون بـ”المحتشمة”.
ويرى مواطنون أن الإنجازات التي تحدث عنها المنصوري في تصريحها للصحافة عقب الدورة، مبالغ فيها، وفيها نوع من النفخ معتبرين أن نسبة 67 في المائة من تنفيذ مخطط الجماعة في سنتين فقط، التي تحدثت عنها العمدة، غير ملموسة على أرض الواقع، اللهم تهيئة بعض الشوارع والأزقة دون غيرها، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن منتخبي المدينة لم يرقوا إلى تطلعات المواطنين الذين وضعوا ثقتهم فيهم ومنحوهم أصواتهم في انتخابات 8 شتنبر 2021، وهو ما تؤكده تعليقات المراكشيين على التصريح المذكور.
ومن بين ما اعتبره المجلس انجازا، وأثار سخرية مراكشيون، قرار ركن الدراجات النارية على قارعة الطريق بدل الرصيف، والحال أن القرار لم يزد الطين إلا بلة بالنظر إلى حالة الفوضى التي باتت تتخبط فيها جل الأزقة التي تضم هذه المراكن، فضلا عن اعتباره تنظيم حملتين طبيتين لفائدة المتضررين من زلزال الحوز بسيد يوسف بنعلي ومراكش المدينة إنجازا أيضا، دون الحديث عن مشاريع لا تزال خارج الخدمة.
ووصف نشطاء عبر مواقع التواصل الإجتماعي، حصيلة نصف ولاية المجلس الجماعي لمراكش الذي تترأسه فاطمة الزهراء المنصوري بـ”الضعيفة”، معتبرين أن مدينة مراكش عرفت تراجعا في مختلف المستويات، وهو ما يؤكد -بحسبهم- أن المجلس الحالي لم يفِ بتعهداته والتزاماته حتى الآن.
وقارن عدد من النشطاء، مدينة مراكش بمدن أخرى من قبيل الدار البيضاء والرباط وأكادير، والتي عرفت تغيرا كبيرا على جميع المستويات، مقابل ما تعرفه المدينة الحمراء من تأخر رغم كونها إحدى أهم مدن المملكة.
سنة ونصف تفصلنا عن الإنتخابات المقبلة؛ ومازال المراكشيون، ينتظرون قرارات كبرى ومشاريع تغير حياتهم، على رأسها تنمية قطاعات جديدة، أو دعم قطاعات تحتاج لتقويتها، لتكون قاطرة باقي الانشطة الاقتصادية، وهو ما سيساهم في خلق فرص شغل من شأنها أن تساهم بدورها في تقليص نسبة البطالة بالمدينة الحمراء.