حفيظ اليونسي: مدونة الأسرة والنيوليبرالية

محمد منفلوطي_ هبة بريس تفاعلا مع النقاش العمومي الدائر اليوم حول التعديلات المرتقبة، وما خلفته من تفاعلات وقراءات لخبراء ومهتمين وصناع القرار، وفي خضم النقاش الهادئ هذا، خصّ الدكتور الأستاذ المحاضر بكلية العلوم القانونية والسياسية بسطات " عبد الحفيظ اليونسي"، (هبة بريس) بقراءة قانونية في الموضوع، اختزلها في خمس مقدمات وخلاصة بعنوان" الحق في التوجس ومدونة الأسرة آخر معاقل الشريعة، حيث عنون مقدمته الأولى إلى ثالوت الدولة المقدس ( احتكار العنف، واحتكار الجباية، واحتكار التشريع). وفيما يخص المقدمة الثانية، تطرق أستاذ القانون الدستوري حفيظ اليونسي، إلى موضوع الأسرة والنيوليبرالية، وماعرفته هذه الأخيرة من تطورات فكرية(مدرسة شيكاغو/ المدرسة النمساوية) منذ بداية القرن العشرين، والتي تقوم على أساس حد أدنى من تدخل الدولة وتقليص الخدمات الاجتماعية المدعومة من الدولة وتسليع هذه الخدمة وفرض التقشف وترك المجال للسوق لتنظيم العلاقة بين المؤسسات والأفراد وبين الأفراد بعضهم بعضا، حيث تعتبر النيوليبرالية الإنسان مجرد حيوان مستهلك يسعى دائما نحو المنفعة واللذة. وأشار اليونسي إلى أن النيوليبرالية

حفيظ اليونسي: مدونة الأسرة والنيوليبرالية
   hibapress.com
محمد منفلوطي_ هبة بريس تفاعلا مع النقاش العمومي الدائر اليوم حول التعديلات المرتقبة، وما خلفته من تفاعلات وقراءات لخبراء ومهتمين وصناع القرار، وفي خضم النقاش الهادئ هذا، خصّ الدكتور الأستاذ المحاضر بكلية العلوم القانونية والسياسية بسطات " عبد الحفيظ اليونسي"، (هبة بريس) بقراءة قانونية في الموضوع، اختزلها في خمس مقدمات وخلاصة بعنوان" الحق في التوجس ومدونة الأسرة آخر معاقل الشريعة، حيث عنون مقدمته الأولى إلى ثالوت الدولة المقدس ( احتكار العنف، واحتكار الجباية، واحتكار التشريع). وفيما يخص المقدمة الثانية، تطرق أستاذ القانون الدستوري حفيظ اليونسي، إلى موضوع الأسرة والنيوليبرالية، وماعرفته هذه الأخيرة من تطورات فكرية(مدرسة شيكاغو/ المدرسة النمساوية) منذ بداية القرن العشرين، والتي تقوم على أساس حد أدنى من تدخل الدولة وتقليص الخدمات الاجتماعية المدعومة من الدولة وتسليع هذه الخدمة وفرض التقشف وترك المجال للسوق لتنظيم العلاقة بين المؤسسات والأفراد وبين الأفراد بعضهم بعضا، حيث تعتبر النيوليبرالية الإنسان مجرد حيوان مستهلك يسعى دائما نحو المنفعة واللذة. وأشار اليونسي إلى أن النيوليبرالية اليوم هي الاختيار السياسي والاقتصادي المسيطر في غالبية دول العالم، وهي سيطرة قيمية وثقافية ومؤسساتية وإجرائية تستفيد من آليتين: 1: التحول الرقمي الرهيب. 2: اعتمادها من المؤسسات الدولية السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها كفلسفة للاشتغال والتعامل مع بقية الدول. كل ذلك محاط ومدفوع بإيديولوجية حقوقية رهيبة من قبيل "الكرامة الإنسانية" و"حرية الفرد فيما يفعل وما يريد" ، لكنها أفكار رغم نبلها فهي مجرد أيديولوجية لتحقيق الهدف الاساسي هو تكريس الثروة في يد أقلية. لقد كان هذا الاختيار ( يقول اليونسي) سببا في خروج حركات من داخل الدول الليبرالية الغنية نفسها، من قبيل حركة احتلوا وول ستريت في الولايات المتحدة الامريكية التي خرجت احتجاحا على اللامساواة الاقتصادية في شتنبر 2011، وحركة" INDIGNADOS " في ساحة" بويرتا دل سول" في مدريد، وحركة " احتلوا" في اليونان بساحة "سنتاغما" باثينا، اضافة الى حركة السترات الصفر في فرنسا، وهي حركات مرشحة الى العودة في ظل التوجه النيولبرالي المكرس للامساواة إقتصاديا لكن بحماية مؤسساتية وقانونية وقيمية ثقافية أيضا. وختم اليونسي مقدمته الثانية هاته بالقول: " في المحصلة كل المؤسسات يجب أن تشتغل لترسيخ مبدأ المصلحة الفردية في مقابل القيم الجماعية(وهنا وجه عدائها للأسرة وقيمها التراحمية)، لقد استفادت النيوليبرالية في الغرب من تفكك روابط الاسرة نتيجة تغيير أنماط الإرث نحو العلمنة بعيدا عن المرجعية الدينية، وقد ساعدت الكنيسة الكاثوليكية على هذا التغيير ومنحته الشرعية (ويا للعجب كيف يتم هدم المرجعية الدينية بيد المؤسسات المأتمنة على الدين)". وإلى قراءة أخرى في مقدمة ثالثة، اختزلها الأستاذ حفيظ اليونسي في " مدونة الاسرة والنسوانية"..