محمد منفلوطي_ هبة بريس
هو صراع محمومٌ إذن حول كُرسي الرئاسة لما تبقى من الولاية الانتخابية لمجلس المدينة....نعم مدينة كانت تتغنى جمالا ورونقا وفرصَ شغلٍ، قبل أن تتحول إلى واقع ينذب حظه العاثر، ويشكي حاله للمولى عز وجل...
فبعد أن اتفق المتفقون على اختيار من يتولى رئاستهم على دورات المجلس بكفتيْ ميزان، لاحظ الملاحظون ظهور أسماء بعينها على لائحة الموقعين لتشكيل الأغلبية المريحة، وهم أنفسهم كانوا "يعزفون" اللحن السياسي معارضةً خلال فترة ماقبل عزل الرئيس، قبل أن يختاروا علنا الاصطفاف للمشاركة في تركيبة المجلس المقبل، بعد أن خطوا بخط أياديهم توقيعاتهم على بلاغ مشترك ضم حوالي 19 عضوا، كلهم أجمعوا بلسان واحد على اختيار مرشحة الميزان رئيسة لهم وعليهم يوم الجمعة المقبل.
من بين ثنايا هذا الصراع، ظل حزب العدالة والتنمية المعارض يناقش خارج الأضواء، قبل أن يسارع أمس الثلاثاء إلى وضع ترشيحه لخوض غمار السباق نحو كرسي الرئاسة في آخر أنفاس السباق...
نعم، هي ذات التشكيلة التي أفرزتها الصناديق قبل عزل الرئيس، هم أنفسهم من تقلدوا مسؤولية تدبير الشأن المحلي من مواقع مختلفة أغلبية ومعارضة وبألوان حزبية كذلك، لكن ما يهم الجميع اليوم من جمهور المواطنين السطاتيين ويأملونه، هو أن يسمو منطق الدفاع عن المدينة ومواطنيها ممن ملُّوا وضجروا من سياسة الانتظار...(أن يسمو) على المصالح الشخصية الضيقة، وتُعاد بذلك البسمة للحدائق والشوارع بنيةً تحتيةً وإنارة عمومية ونظافة....نحو غد أفضل تنتعش معه فرصُ الشغل من خلال جلب الاستثمارات واقناع الشركاء والفاعلين والمستثمرين على خلق بيئة اقتصادية تنقذ شباب المدينة من العاطلين عن العمل...
وإلى أن يتحقق المراد، دعونا نأخذكم في جولة للنبش في تاريخ المدينة التي كانت تتغنى وديانا وحدائق غناء ورونقا أخاذ، دعونا ننشدها ألحانا بعد أن كانت تصنف من المدن الجميلة وتوأمة المدن داخل وخارج الوطن...
دعونا نذكركم بمدينة سطات التي كانت توصف بعروس الشاوية، قبل أن تشهد تراجعا على كافة المجالات، اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا... فهي التي اغتصبت شوارعها وأزقتها ودروبها لسنين كثيرة دون أن تراع حرماتها، طالتها جرافات الهدم والردم وسياسة الحفر التي لا تنتهي، فغيروا ملامحها وطمسوا معالمها، وصارت كصرح بلا تاريخ ولاعنوان....حتى أهم وأقدم شارع تم بثره..عن شارع محمد الخامس أتحدث....
تطاولوا على مِلكها العمومي واستباحوا حدائقها وقزموا من بساتينها وأزهارها وزرعوا عوضها كراسي وموائد خشبية لزوار لايغادرون إلا وثمن جلوسهم بعد احتسائهم كأش شاي أو قهوة مدفوع الأجر طبعا.
وإلى أن تُمسح دموعها وُينفض عنها غبار الاهمال والتهميش من قبل أبنائها الغيورين، سأبقى وفيا لك يا مدينتي، صوتا من أصوات شرفاء قومك ممن يحملون الهّم ذاته غيرة عندك وتعلقا بتربتك....