هبة بريس - محمد زريوح
في ظلام الفجر البارد، يبدأ العمال الموسميون يومهم في الحقول والمزارع الأوروبية، حيث يعملون في ظروف صعبة مقابل أجور زهيدة لا تكفي لتلبية احتياجاتهم الأساسية. يحملون أكياسًا وصناديق ثقيلة بأيدٍ مرتجفة من شدة البرد، ويعيشون في مساكن غير لائقة تفتقر إلى أبسط شروط الحياة الكريمة مثل الماء والكهرباء.
يغادر هؤلاء العمال وطنهم بحثًا عن فرص عمل أفضل، لكنهم يجدون أنفسهم في مواجهة استغلال شديد في قطاعات مثل الزراعة والبناء والمطاعم. ساعات العمل الطويلة والأجور المتدنية والعمل بدون عقود رسمية أصبحت واقعًا يوميًا يعاني منه هؤلاء العمال.
يعاني العمال المغاربة أيضًا من مشاكل متعلقة بالسكن، حيث يضطرون للعيش في أماكن غير صحية وغير ملائمة، مما يؤدي إلى تدهور حالتهم النفسية والجسدية. يُضاف إلى ذلك استغلال بعض أصحاب العمل لحاجتهم للعمل، حيث يحرمونهم من حقوقهم الأساسية مثل الإجازات المرضية والتأمين الاجتماعي.
لا تقتصر المعاناة على الرجال فقط، بل تشمل النساء اللواتي يعملن كعاملات موسميات في ظروف قاسية، ويتعرضن أحيانًا للاستغلال الجنسي أو حتى الاتجار بالبشر. الحواجز الثقافية واللغوية تزيد من صعوبة حياتهم، حيث يجدون أنفسهم عاجزين عن التواصل مع أصحاب العمل أو السلطات المحلية للدفاع عن حقوقهم.
رغم الجهود التي تبذلها بعض المنظمات الإنسانية والنقابات للدفاع عن حقوق العمال الموسميين، إلا أن هذه المحاولات لم تنجح في الحد من الاستغلال. هناك حاجة ماسة لتشريعات أوروبية أكثر صرامة لحماية هؤلاء العمال وضمان حقوقهم الأساسية.
تستمر معاناة العمال المغاربة في أوروبا، وسط نداءات لتحسين أوضاعهم وضمان كرامتهم في أماكن عملهم وسكناهم، في انتظار أن تتحول هذه المطالب إلى واقع ملموس ينهي معاناة استمرت طويلًا.