التسامح صفة نبيلة تجلب الراحة والسلام إلى حياة من يتصفون بها. إلا أنها تظل من الصفات التي تتطلب قدرات نفسية معينة، مما يجعل الكثيرين يجدون بعض الصعوبة في اكتسابها. والجدير ذكره أن التسامح لا يُمارَس مع الآخرين فحسب، بل إنه يُمارس مع النفس أيضًا. لذا، سنتحدث فيما يلي عن مجموعة من النصائح لتكون أكثر تسامحًا مع نفسك ومع الآخرين فتابعنا.
كيف تكون متسامحًا مع الآخرين؟
هناك العديد من الأمور التي تُساعدك لتُصبح متسامحًا مع الآخرين، منها:
حاول أن تكون موضوعيًّا: قد يقف التحيز لموقف ما أو لشخصٍ بعينه عائقًا أمام قدرتك على التسامح مع الطرف الآخر. إلا أن رؤية الأمور بموضوعية تامة، ومحاولة التفكير في موقف الطرف الآخر ووجهة نظره، يُعد خطوة جيدة في سبيل الوصول إلى مرحلة التسامح.
ناقش الطرف الآخر: كثيرًا ما يُؤدي الصمت إلى عدم وضوح الرؤية؛ مما يحول دون التسامح. لذا، تُحتم عليك بعض المواقف إجراء نقاش يوضح الأمور، ويعينك على أن تتسامح.
تقبل الاختلاف: فربما فهمك للفروق الفردية بينك وبين الآخرين، وتقبلك لها يُعينك على التسامح معهم في كثير من الخلافات التي قد تنشأ نتيجة هذه الاختلافات.
فكر مليًّا: فعندما تغضب أو تنزعج قد تكون بحاجة إلى بعض التفكير لتصل إلى مرحلة التسامح. فربما عندما تفكر في المشكلة وما إذا كنت قد انزعجت لسبب آخر بداخلك جعلك ترى الأمور من جانبها السلبي، ترى أن التسامح أصبح ممكنًا.
تحلَّ باللين والتواضع: فبعض الأشخاص يُعانون من بعض العناد أو الكبر الذي يعيقهم عن التسامح مع الآخرين. وبمجرد التخلص من هذا الشعور السيء وفهم حقيقة أننا سواء، وأن جميعنا في حاجة للآخر، يجد المرء نفسه قادرًا على التسامح.
كيف تتسامح مع نفسك؟
لا يكفي تسامحك مع الآخرين لتنعم بحياة هادئة وسعيدة، وإنما أنت بحاجة إلى أن تسامح نفسك أيضًا على النحو التالي:
تقبل نفسك الآن وركز على الجوانب الإيجابية في شخصيتك واعمل على تطويرها.
افهم نقاط ضعفك واسعَ إلى التخلص منها واحدة تلو الأخرى، واعرف أن الأمر يحتاج إلى صبرٍ وإصرار.
التمس لنفسك الأعذار على ما اقترفته من أخطاء في الماضي، وتوقف عن لوم النفس المستمر.
قف عند أخطاء الحاضر لفهمها ومحاولة حلها، وضع نصب عينيك أن البشر ليسوا معصومين من الخطأ.
احرص على فهم ما تشعر به، وعبر عنه أولاً بأول.
لا تُطِل الوقوف أمام المشاهد السلبية، بل كن سريع التخطي لكل ما يزعجك.
كُن لطيفًا قدر استطاعتك وأحسِن إلى الآخرين.
قدِّر نفسك واعرف قيمتها الحقيقية، واسعَ إلى إثبات تلك القيمة في واقعك الملموس.
ما أهمية التسامح في حياتنا؟
اختلف الكثيرون حول تعريف التسامح، ولكن يُمكن القول إنه ذلك الجهد الواعي الذي يبذله الفرد لمواجهة موقف سلبي دون إبداء رد فعل سلبي أو حمل مشاعر سلبية. وهو الأمر الذي يُعد مثيرًا للجدل أو غير طبيعي بالنسبة للعامة الذين يعبرون عن استيائهم وسخطهم دائمًا، ويحملون مشاعر البغض والكراهية لأعوام عديدة تجاه من أساء إليهم. وقد حثتنا الأديان السماوية على التسامح، فوجب على كل من يؤمن بالله -عز وجل- أن يسعى جاهدًا ليملأ التسامح قلبه قدر استطاعته.
والآن، بعد أن عرفنا معًا بعض النصائح لتكون أكثر تسامحًا مع نفسك ومع الآخرين، سنتعرَّف على أهمية التسامح وما يعود به من نفع على الفرد وعلى مجتمعه:
الإنسان المتسامح يعيش حياة هادئة دون صراعات داخلية أو مشاحنات خارجية.
ينعم المتسامح براحة البال؛ ومن ثمَّ صحة الجسد، إذ أثبتت الدراسات ما بين السلامة النفسية والصحة البدنية من علاقة وثيقة.
غالبًا ما يحظى الإنسان المتسامح بحب الكثيرين وودهم، خاصةً مع من يلمسون صفة التسامح النبيلة في تعاملاته.
عندما يعم التسامح يُصبح المجتمع أكثر تماسكًا، ويستطيع كل أفراده وفئاته التعبير عن أنفسهم بحرية، دون خوف من نبذ أو اضطهاد.
المصدر: ليالينا