يحتفل المغاربة، يومه الثلاثاء 14 يناير الجاري، برأس السنة الأمازيغية 2975 وهم في عطلة رسمية مؤدى عنها للمرة الثانية، بعد أن تم إقرار هذا اليوم كعطلة وطنية رسمية بأمر من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي أصدر توجيهاته السامية إلى رئيس الحكومة قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل هذا القرار.
وكان جلالة الملك محمد السادس قد أقر رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، وأصدر جلالته توجيهاته باتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل هذا القرار، الذي يندرج في إطار التكريس الدستوري للأمازيغية كلغة رسمية للبلاد إلى جانب اللغة العربية.
وفي هذا السياق، أكد الأستاذ جامعي والمحلل السياسي عباس الوردي أن الاحتفال بالسنة الأمازيغية يعكس النظرة الملكية السامية لجلالة الملك محمد السادس الذي يريد أن يؤطر التاريخ عبر تمتين روابطه وأواصله على المستوى الحاضر والمستقبل.
وأوضح الخبير السياسي في تصريح خص به كشـ24، أن هذه الاحتفالات تعتبر مفخرة للمملكة المغربية ملكا وشعبا نؤكد من خلالها للعالم بأن التنوع الثقافي واللغوي لا يمنع من تلاقح الفكر والمحبة والإخلاص للوطن، كما أن الاحتفال بسنة 2975 الأمازيغية يعكس عراقة وعمق البنية الأمازيغية على المستوى المملكة المغربية.
وأضاف المتحدث أن هذه المملكة المغربية تؤكد من خلال هذه المناسبة على أن العمق التاريخي لا يمكن أن يتم تجاوزه عبر بوابة الحداثة وعلى أن كل المشارب اللغوية والقبلية المرتبطة بأهداب العرش العلوي المجيد هي محط اهتمام وعناية كبرى من لدن الأب الأكبر لجميع المغربيات والمغاربة جلالة الملك محمد السادس.
وأضاف الوردي أن هذا الاحتفالات تضم تذكيرا بالتاريخ المجيد للمملكة المغربية وهو تاريخ ينضح بما فيه يؤكد على أن الهوية الوطنية والوحدة الوطنية والدولة الأمة هي ثالوث من القواعد ذات الصبغة المعادلاتية التي تأخذ من خلالها الحكمة الملكية على أنه لا شيء يستقيم من دون محبة الاختلاف واللغة ومحبة تمازيرت وتاريفيت والحسانية ومحبة العروبة وكلها مشارب مرتبطة ارتباطا عميقا بالهوية المغربية الضاربة في عمق التاريخ.
وأبرز المحلل السياسي لكشـ24 أن هذه المناسبة هي مثال نريد أن نؤكد من خلاله على أننا شغفون بتاريخنا وبأمجادنا وعلى أن الضامن الأساسي لخلق هذه البنية الفارقة على المستوى الإقليمي والقاري والدولي عنوانها ديبلوماسية الملك محمد السادس وديبلوماسية إمارة المؤمنين وديبلوماسية التشبث بالهوية الوطنية وبالتاريخ المغربي المجيد الذي يعبر يوما بعد يوما عن مفخرة وعن استثناء قادر على إعطاء الدروس وقادر على دحض مزاعم وترهات وأكاذيب خصوم التقدم المغربي.
وأكد عباس الوردي أن السلم والمحبة والإخاء والتنوع اللغوي هي من العنوان العريضة التي دائما تعطي من خلالها المملكة المغربية مثالا متوازنا ورصينا ساهم وسيساهم دائما وأبدا في خلق استثناء مرتبط بعبقرية المؤسسة الملكية التي ما فتئت ترسم ملامح إيجابية تجاه المجتمع.