هبة بريس _ يسير الإيحيائي
غريب أمر بعض القياد الذين ينتظر منهم حل مشاكل الساكنة وإيصال مطالبها لمن يهمهم الأمر على مستوى العمالات والولايات ومن تم إلى الوزارة الوصية والجهات المتداخلة.
مناسبة هذا الحديث تشد بنا الرحال إلى عمالة "وزان" وتحديدا قيادة "أمزفرون" التي ما تزال موضوع إنتقادات عديدة بسبب ضعف التسيير والاذان الصماء للسيد القائد في معالجة الإشكاليات المطروحة في نفوذه الترابي، خاصة عندما يتعلق الأمر بقطاع حيوي كالتيار الكهربائي الذي إنقطع فجأة على ثلاثة دواوير وتركها لأزيد من أسبوع في ظلام دامس دون أن يتحرك هذا المسؤول الترابي أو يواكب ضرورة عملية إعادة الربط الذي تشرف عليه الشركة المختصة.
ومعلوم أن المغرب قاد منذ سنوات سياسة إدماج العالم القروي وتأهيله على كافة المستويات وأناط هذه السياسة بالمواكبة الفعلية والميدانية برجال السلطة المحلية كي تتفقد من وقت لآخر ضمان إستمرارية تلك المكتسبات والإنجازات التي كلفت الدولة ميزانيات ضخمة وشراكات دولية قصد النهوض بأوضاع ساكنة العالم القروي وتمكينها من حقوقها في العيش بكرامة شأنها شأن ساكنة المدن والحواضر، ولعل التيار الكهربائي يعتبر من تلك الحقوق الضرورية التي لا يمكن العيش بدونها ولو لثانية واحدة.
إنطلاقا من هذه المعطيات، خرجت دواوير "الحارث"و" بوحسينة" و"الحيط" في مسيرة إحتجاجية يوم أمس الإثنين حاصرت خلالها مقر قيادة" أمزفرون" للتنديد بالغياب الغير مبرر للسيد القائد ، حيث إستنفرت جميع الأجهزة قواتها لحماية القيادة بما في ذلك عناصر الدرك الملكي الذين إنتقلوا بأعداد كبيرة من القيادة الإقليمية ل"لوزان" إضافة إلى عناصر القوات المساعدة الذين شملتهم أوامر التحرك والإنتقال لنفس الغاية والهدف.
ومن بين الطرائف التي رواها شهود عيان خلال هذه المظاهرة التي كانت ستشق طريقها نحو عمالة "وزان" للمطالبة بإعادة التيار الكهربائي ، هو خروج السيد قائد "أمزفرون" إلى باب القيادة وهي محاطة بالمحتجين في محاولة منه لإطفاء غضب الساكنة لكن بطريقته الخاصة، حيث قال بالحرف الواحد " حتا نشعل كارويا ونكملوا عاد نشوف شنو المشكل ديالكم" في خطوة إستعراضية وإستفزازية لا يمكن تقبلها من أي كان.
مع هذه الجملة إزداد الغضب والشعور بالإحباط لدى ساكنة الدواوير المعنية لتبدأ معها مرحلة جديدة من الإستنكار والتنديد ضد تصرفات لا مسؤولة لقائد شاب جعل من منطقة نفوذه في الآونة الأخيرة مصدر إزعاج متواصل وشكايات متواترة على عمالة الإقليم التي بدأت تضيق درعا بتصرفات وسلوكات غير مسؤولة.
وكان من اللافت حضور رئيس الدائرة إلى عين المكان الذي حاول تهدئة الأوضاع بسياسة حكيمة ومعقلنة قصد إمتصاص غضب المحتجين وثنيهم عن إستكمال مسيرتهم نحو مقر العمالة، إذ إستمع هذا الأخير إلى ذات المطلب ووعد الساكنة المتضررة من التدخل العاجل في الملف مع الشركات المختصة وإعادة الربط الكهربائي في أسرع وقت ممكن.