تُعد مواقد الحطب العصرية وسيلة شائعة وفعالة لتدفئة المنازل في أشهر الشتاء، لكن دراسة جديدة تكشف عن خطر غير متوقع، وهو أنها قد ترفع من خطر الإصابة بسرطان الرئة، وهو أخطر أنواع السرطان.
وأظهرت الأبحاث أن مواقد الحطب أصبحت المصدر الرئيسي للجسيمات السامة PM2.5) في المملكة المتحدة، إذ شكل “حرق الخشب والوقود الآخر في المنازل” ما يقرب من ثلث إجمالي انبعاثات هذه الجسيمات الدقيقة في عام 2022.
وتم اكتشاف أن هذه الجسيمات الصغيرة جدا يمكنها دخول الدم وتسبب أمراضًا خطيرة مثل أمراض القلب وسرطان الرئة.
وتمثل الجسيمات (PM2.5) تهديدا كبيرا للصحة العامة، إذ إنها أصغر من أن يتمكن الأنف أو الرئتين من تصفيتها، مما يتيح لها الوصول إلى مجرى الدم.
وتشير الدراسات إلى أن التعرض المستمر لهذه الجسيمات يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة تصل إلى 8%، بينما يزيد خطر الوفاة بسبب المرض بنسبة 11%. وفي أمريكا الشمالية، كان معدل الوفيات المرتبطة بالجسيمات (PM2.5) أعلى بنسبة 15%.
وفي دراسة أمريكية حديثة، وجد الباحثون أن استخدام موقد الحطب في الأماكن المغلقة يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة لدى النساء بنسبة 43% مقارنةً بالنساء اللاتي لا يستخدمن مواقد حطب.
كما وجدوا أن الأشخاص الذين يستخدمون مواقد الحطب أكثر من 30 يوما في السنة يعانون من زيادة في خطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 68%.
ومن جانبها، حذرت الجمعية الملكية لطب الأطفال والصحة العامة (RCPCH) من أن السموم الناتجة عن حرق الخشب تشكل “قاتلًا غير مرئي”.
وأوصت الحكومة البريطانية بمرحلة التخلص التدريجي من حرق الخشب في المناطق الحضرية ودعم الأسر في المناطق الريفية للانتقال إلى مصادر تدفئة بديلة.
وتشير البيانات إلى أن حرق الخشب في المنازل هو المصدر الأكبر للجسيمات (PM2.5) في المملكة المتحدة، وهو ما يشكل تهديدا خطيرا على صحة السكان، خاصة في المدن الكبرى.
وتدعو الدراسات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتقليل هذه الانبعاثات السامة، بما في ذلك دعم الفقراء الذين يعانون من أزمة الوقود وتطبيق معايير جودة الهواء الخاصة بمنظمة الصحة العالمية.
في إطار الجهود الحكومية للحد من التلوث، أعلن وزير البيئة البريطاني عن التزامه بتحقيق أهداف قانون البيئة بحلول عام 2040، بما في ذلك الحد من انبعاثات (PM2.5) إلى أقل من 10 ميكروغرامات لكل متر مكعب.
المصدر: العين الاخبارية