وجدت دراسة حديثة أن تأثير تناول قرص من الباراسيتامول قد يتخطى تخفيف الألم مع عواقب غير متوقعة.
وفي دراسة أجراها علماء النفس في جامعة غيلف بكندا، اختبر فريق البحث التأثيرات على حوالي 260 شخصا، من الرجال والنساء، وتم إعطاؤهم إما 1000 مغم من الباراسيتامول أو دواء وهميا قبل المشاركة في تجربة افتراضية للمشي على لوح خشبي في ارتفاعات شاهقة. وكان السقوط من هذا اللوح يعني السقوط من سطح ناطحة سحاب بارتفاع 80 طابقا.
ومع تقدم المشاركين في المشي، أصبح اللوح الخشبي أقل استقرارا.
وفي المجموعة التي تناولت الباراسيتامول، استغرق المشاركون وقتا أقل بنسبة 17% للصعود على اللوح الخشبي لأول مرة، وساروا أسرع بنسبة 23% خلال المشي عليه، وكان معدل ضربات قلبهم أقل بنسبة 14% مقارنة بمن تناولوا الدواء الوهمي.
واكتشف الفريق أن الباراسيتامول يقلل من معدل ضربات القلب. وتبين أن “هذا التأثير قد يكون له آثار كبيرة على السلامة، حيث قد يتصرف الأشخاص الذين يتناولون الباراسيتامول بحذر أقل في المواقف المهددة، ما يجعلهم أكثر عرضة لتجاوز السرعة أو اتخاذ خيارات غير آمنة أثناء القيادة، على سبيل المثال”.
وأشار فريق البحث إلى أن “الدواء قد يعمل من خلال إضعاف التقييمات العاطفية للأحاسيس المؤلمة، وفي الوقت نفسه، قد تؤثر الآلية نفسها على مشاعر أخرى، مثل الخوف”.
ورغم شعبية الباراسيتامول، فإن آلية تأثيره في تقليل الألم لا تزال غير مفهومة تماما. ويُعتقد أن الألم يشمل جانبين: حسي وعاطفي، حيث يُظهر الباراسيتامول تأثيرا في تقليل النشاط في مناطق الدماغ المرتبطة بالعاطفة. وتبين أن هذا العنصر العاطفي له تأثير كبير على كيفية إدراكنا للألم. وقد أظهرت الدراسات السابقة أنه في حالات نادرة، عندما يتعرض الأشخاص لتلف في مناطق الدماغ المرتبطة بالعاطفة، فإنهم لا يشعرون بالألم على الرغم من أنهم لا يزالون يختبرون الإحساس به.
المصدر: روسيا اليوم عن ديلي ميل