أيها الفقراء.. أدّوا الضرائب وصوتو في الانتخابات واتركوا الوزير وشأنه
جمال الوردي
أيها المواطنون البسطاء، كفّوا عن الضجيج، وكفّوا عن التطاول على من يسهرون على خدمتكم من الفجر حتى منتصف الليل، بل وربما في أحلامهم أيضًا! الوزير ليس مثلكم. إنه لا يتسكع في المقاهي، ولا ينتظر تحويل "الدعم" في آخر كل شهر. هو مسؤول رفيع، يفكّر في مصلحة الوطن، يخطط للمستقبل، ويمشي بخطى واثقة نحو... الرفاهية!
فلنكن واقعيين: كيف تطالبون من يقضي يومه بين الاجتماعات واللقاءات والسفريات أن يجد الوقت ليذهب إلى دار الضرائب مثل "بائع البيض" أو "صاحب الكشك"؟ أليس من الظلم أن يُساوى من يدرس ابنه في كندا بمن يدرس ابنه في مدرسة الحي؟
أما الفيلا التي أثارت كل هذه الضجة، والتي تُقدَّر قيمتها بمليار أو اثنين، فهي مجرد "هدية صغيرة" لوالدة أبنائه. فلماذا الحسد؟ أليس من حق الوزير أن يسكن في قصر؟ وأن يستفيد من قروض بنكية "مُيسّرة"؟
أم لأنكم غارقون في سلف شققكم المتآكلة حسدتموه؟ هل تريدونه أن يعيش بينكم؟ أن يشتري الخضر من السوق الأسبوعي؟ وأن يركب الحافلات المهترأة؟
أنتم وُلدتم في أحياء لا تميزون فيها بين المجاري والطرقات. دعوه يُدبّر شؤونكم من الفيلات، فهناك يرى "الواقع" أوضح منكم.
وأ
hibapress.com
جمال الوردي
أيها المواطنون البسطاء، كفّوا عن الضجيج، وكفّوا عن التطاول على من يسهرون على خدمتكم من الفجر حتى منتصف الليل، بل وربما في أحلامهم أيضًا! الوزير ليس مثلكم. إنه لا يتسكع في المقاهي، ولا ينتظر تحويل "الدعم" في آخر كل شهر. هو مسؤول رفيع، يفكّر في مصلحة الوطن، يخطط للمستقبل، ويمشي بخطى واثقة نحو... الرفاهية!
فلنكن واقعيين: كيف تطالبون من يقضي يومه بين الاجتماعات واللقاءات والسفريات أن يجد الوقت ليذهب إلى دار الضرائب مثل "بائع البيض" أو "صاحب الكشك"؟ أليس من الظلم أن يُساوى من يدرس ابنه في كندا بمن يدرس ابنه في مدرسة الحي؟
أما الفيلا التي أثارت كل هذه الضجة، والتي تُقدَّر قيمتها بمليار أو اثنين، فهي مجرد "هدية صغيرة" لوالدة أبنائه. فلماذا الحسد؟ أليس من حق الوزير أن يسكن في قصر؟ وأن يستفيد من قروض بنكية "مُيسّرة"؟
أم لأنكم غارقون في سلف شققكم المتآكلة حسدتموه؟ هل تريدونه أن يعيش بينكم؟ أن يشتري الخضر من السوق الأسبوعي؟ وأن يركب الحافلات المهترأة؟
أنتم وُلدتم في أحياء لا تميزون فيها بين المجاري والطرقات. دعوه يُدبّر شؤونكم من الفيلات، فهناك يرى "الواقع" أوضح منكم.
وأما أنتم، فطالبوا بالعدالة الاجتماعية... في أحلامكم! بالله عليكم، هل رأيتم عدالة في هذا الكون؟ ألا تعلمون أن بعض الناس خُلقوا ليأمروا، وأنتم لتُصوتوا؟
فاستمروا في أداء الضرائب، وادفعوا الرسوم، وصوّتوا في الانتخابات، واصمتوا... فالكلام صار "فوق طاقتكم".
واتركوا الوزير وشأنه.