كشف فريق من العلماء الدوليين عن مخلوق غريب يشبه الروبيان في أعماق خندق أتاكاما، على عمق 8 آلاف متر، وذلك خلال رحلة استكشافية ميدانية مشتركة بين "معهد وودز هول لعلوم المحيطات" (WHOI) و"معهد ميلينيو دي أوشنوغرافيا" في تشيلي. هذا الاكتشاف يفتح أبواباً جديدة لفهم الكائنات البحرية في أعماق المحيطات.
مخلوق الظلام: كائن غريب بأطراف متخصصة للصيد
أطلق العلماء على هذا الكائن اسم "مخلوق الظلام" بفضل عيشه في أعماق مظلمة لا تصل إليها أشعة الشمس.
ويتميز الكائن بأطراف متخصصة تساعده في اصطياد فرائسه الصغيرة التي تختبئ في أعماق المحيط المظلمة، بينما يبقى هو نفسه مختبئًا في مناطق نائية لا يستطيع الوصول إليها إلا القليل من الكائنات البحرية.
رغم صغر حجمه، حيث لا يتجاوز طوله 4 سنتيمترات، يعد هذا الكائن من المخلوقات العملاقة بالنسبة لفصيلة مزدوجات الأرجل (Amphipods)، التي تنتمي إليها العديد من الكائنات البحرية الأخرى.
Voir cette publication sur Instagram Une publication partagée par Schmidt Ocean Institute (@schmidtocean)
المنطقة الهايدالية: موطن للكائنات البحرية الغريبة
يعيش هذا الكائن في منطقة تُسمى "المنطقة الهايدالية" في المحيط الهادئ، وهي واحدة من أعمق المناطق في المحيطات وأكثرها ظلمة.
هذه المنطقة تعد موطنًا لعدد من الكائنات البحرية النادرة التي لا يستطيع البقاء فيها سوى الأنواع التي تتمتع بقدرات خاصة، مما يجعلها واحدة من أقل الأماكن استكشافاً في أعماق المحيطات.
اكتشاف أنواع جديدة من المخلوق الغريب في "خندق أتاكاما"
أثناء دراستهم للمنظومة البيئية في أعماق المحيط، اكتشف العلماء أربع عينات جديدة من هذا المخلوق. تم جمع العينات باستخدام مركبات هبوط متخصصة تحتوي على معدات علمية متقدمة، بما في ذلك الأفخاخ ذات الطعم لجذب المخلوقات البحرية.
وأظهرت النتائج أن "خندق أتاكاما" يعد نقطة ساخنة للكائنات البحرية الغريبة، ويُتوقع أن يقدم هذا المكان المزيد من الاكتشافات في المستقبل.
أهمية الاكتشافات المستقبلية في أعماق المحيطات
في تعليقها على هذا الاكتشاف، أكدت الدكتورة كارولينا غونزاليس، المشاركة في الأبحاث، أنه من خلال جمع وتحليل العينات وتحليل الحمض النووي، تم تحديد أن هذا المخلوق هو نوع جديد لم يُكتشف من قبل.
وأضافت أن هذه النتائج تبرز أهمية استكشاف المزيد من أعماق المحيطات، وخاصة في منطقة "خندق أتاكاما"، التي تعد مكانًا غنيًا بالكائنات البحرية النادرة.
وأشارت إلى أن البعثة العلمية تهدف إلى استكشاف هذه المنطقة بشكل أوسع من خلال عمليات رصد علمية لمدة خمس سنوات.