هبة بريس
أدى اشتعال أزمة حدودية بين تونس وليبيا إلى تأجيج التوترات بين الحكومتين، مما ألقى بظلاله على مشروع الاتحاد المغاربي الذي كان يطمح النظام الجزائري بقيادة تبون إلى تأسيسه.
هذا النزاع يبرز في المقام الأول ضعف المبادرات التي يطلقها النظام الجزائري، ويكشف عن انعدام التأثير الإقليمي الفعلي لتوجهات تبون، خاصة في ظل غياب مشاركة كل من موريتانيا والمغرب في هذا المشروع.
أزمة الحدود بين تونس وليبيا
تزايدت التوترات بين تونس وليبيا بعد تصريحات وزير الدفاع التونسي، خالد السهيلي، حول ضرورة ترسيم الحدود بين البلدين. حيث أشار السهيلي إلى أن بلاده لن تتنازل عن أي جزء من أراضيها، وأن هناك لجنة مشتركة بين البلدين تعمل على تحديد الحدود بينهما.
هذا التصريح أثار ردود فعل غاضبة في ليبيا، حيث اعتبرت العديد من الجهات الليبية أن مسألة ترسيم الحدود قد تم تسويتها منذ أكثر من عقد من الزمن.
ردود الفعل الليبية
رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس النواب الليبي، طلال الميهوب، استنكر تصريحات السهيلي، مؤكداً على ضرورة احترام الحدود المرسومة دولياً بين تونس وليبيا.
وأكد الميهوب أن المجلس الليبي لن يعترف بأي تحركات قد تُثير المسائل الحدودية مرة أخرى. من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الليبية أن ملف ترسيم الحدود قد تم غلقه منذ سنوات، وأنه غير مطروح للمناقشة حالياً.
تبون والمغاربية الفارغة
تعتبر هذه الأزمة الحدودية بمثابة فشل إضافي لمبادرات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي سعى إلى تأسيس "اتحاد مغاربي جديد" دون مشاركة المغرب وموريتانيا.
وبينما كانت الجزائر تأمل في خلق تحالف إقليمي جديد بعيداً عن الدول المغاربية الكبرى، تبدو هذه الأزمة بمثابة تأكيد على أن مثل هذه المبادرات تفتقر إلى المصداقية والجدوى، لتظل مجرد محاولة يائسة لإخفاء العزلة الدبلوماسية التي يعاني منها النظام الجزائري.
تسليط الضوء على هذه الأزمة الحدودية يكشف عن مدى التحديات التي تواجه مشروع الاتحاد المغاربي الذي يروج له تبون.
وبالنظر إلى الردود الرسمية من كلا البلدين، يبدو أن هذه القضية ستظل عائقاً أمام أي محاولة لبناء تحالف مغاربي جديد.