ادريس دحني - هبة بريس
في الذكرى السبعين لبيان فاتح نونبر 1954، الذي يحتفل به كابرانات الجزائر، أثار اكتشاف تعديلات على نص البيان، المنشور في موسوعة "ويكيبيديا"، سخرية واسعة وتساؤلات عميقة حول نوايا السلطة الحالية، بعد إضافة بعض الفقرات التي تتعلق بفلسطين، وغزة، والأقصى، رغم غياب هذه القضايا عن النص الأصلي لمحرري البيان في ذلك الوقت.
وبعد مراجعة البيان لم تشكل التغييرات الخطيرة مفاجآت جديدة، خاصة في ظل ثقافة الكذب التي أصبحت "الأوكسيجين" الذي يتنفسه نظام العسكر، فمع بقاء السلطة العسكرية في الجزائر منذ الاستقلال عام 1962، ضاعفت جهودها لضمان مصالحها، متجاهلة حقوق الشعب وموارد البلاد.
وسيفجأ القارئ للبيان، بوجود بإضافات غريبة تتعلق بالقضية الفلسطينية، تتحدث عن الأقصى وغزة، مثل "إن سقطت الأقصى سيفنى العالم" و"لعنة الموت لمن يقتل في غزة"، وهو ما يؤكد محاولة النظام العسكري استغلال القضية الفلسطينية لتضليل الرأي العام.
ويستمر الكابرانات وأقلامهم المأجورة في استغلال القضية الفلسطينية لزيادة التأييد الشعبي، رغم أن القضية لم تكن جزءاً من أجندة واضعي البيان، حيث إن استخدام الشعارات المتعلقة بفلسطين يبدو مجرد وسيلة لجذب عواطف الجماهير التي يمكن تحريكها بسهولة.
وفي الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم اليوم نحو القضايا الحقيقية، مثل الصحراء المغربية، التي أصبحت بالنسبة لنظام العسكر "قضية حياة أو موت"، ومع تراجع دعم بعض الدول لأطروحات الانفصال، يبدو أن الكابرانات يعيشون أيامهم الأخيرة، كما يتضح من سلوكياتهم وتصرفاتهم المتوترة.
وخلاصة القول فإن محاولة التلاعب بالذاكرة الوطنية والتاريخية من خلال إدخال فقرات جديدة في بيان يُعتبر وثيقة مؤسسية ثورية، يطرح تساؤلات جدية حول نزاهة النظام ومدى احترامه لتاريخه وللشعب الجزائري.