الجولاني يتخلى عن غموضه.. من الوشاح إلى ربطة العنق!

هبة بريس ظهر زعيم هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، المعروف بلقب "أبو محمد الجولاني"، في آخر ظهور له اليوم الأحد، خلال استقباله الزعيم اللبناني وليد جنبلاط، وهو يرتدي بدلة سوداء أنيقة مع ربطة عنق خضراء. هذا المظهر العصري يعكس تحولاً كبيراً في مظهر الجولاني، الذي شهد العديد من التغيرات في السنوات الأخيرة، مواكباً التحولات السياسية في مواقفه تجاه الأوضاع في سوريا. الهوية الغامضة في البداية عند تأسيس "جبهة النصرة" في عام 2012، كان ظهور الجولاني يحمل طابعاً غامضاً. في تلك الفترة، ارتبطت صورة الجولاني باللباس العسكري واللثام، مما ساعده في الحفاظ على سرية هويته. هذا المظهر كان يتماشى مع دوره كقائد لجماعة مسلحة متشددة في خضم الصراع السوري، حيث كان يمثل الجناح القاعدي في سوريا ويؤكد انتماءه لتنظيم "القاعدة". في تلك المرحلة، كان الجولاني يحرص على إخفاء هويته ويعلن معارضته للنظام السوري. الظهور الأول على التلفزيون في عام 2013، كان الجولاني على موعد مع أول ظهور له في مقابلة تلفزيونية. إلا أن هذه المقابلة لم تكن تقليدية، حيث لم يظهر وجهه أمام الكاميرا، بل اكتفى بإظهار جزء من كتفه مع وشاح

الجولاني يتخلى عن غموضه.. من الوشاح إلى ربطة العنق!
   hibapress.com
هبة بريس ظهر زعيم هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، المعروف بلقب "أبو محمد الجولاني"، في آخر ظهور له اليوم الأحد، خلال استقباله الزعيم اللبناني وليد جنبلاط، وهو يرتدي بدلة سوداء أنيقة مع ربطة عنق خضراء. هذا المظهر العصري يعكس تحولاً كبيراً في مظهر الجولاني، الذي شهد العديد من التغيرات في السنوات الأخيرة، مواكباً التحولات السياسية في مواقفه تجاه الأوضاع في سوريا. الهوية الغامضة في البداية عند تأسيس "جبهة النصرة" في عام 2012، كان ظهور الجولاني يحمل طابعاً غامضاً. في تلك الفترة، ارتبطت صورة الجولاني باللباس العسكري واللثام، مما ساعده في الحفاظ على سرية هويته. هذا المظهر كان يتماشى مع دوره كقائد لجماعة مسلحة متشددة في خضم الصراع السوري، حيث كان يمثل الجناح القاعدي في سوريا ويؤكد انتماءه لتنظيم "القاعدة". في تلك المرحلة، كان الجولاني يحرص على إخفاء هويته ويعلن معارضته للنظام السوري. الظهور الأول على التلفزيون في عام 2013، كان الجولاني على موعد مع أول ظهور له في مقابلة تلفزيونية. إلا أن هذه المقابلة لم تكن تقليدية، حيث لم يظهر وجهه أمام الكاميرا، بل اكتفى بإظهار جزء من كتفه مع وشاح أسود يغطي رأسه. كانت تلك اللحظة بمثابة تذكير لغموض هويته واستمرار تمسكه بسياسة التكتم التي اتبعها طيلة فترة قيادته لجبهة النصرة. التغير في الشكل والمواقف بعد ثلاث سنوات من أول ظهور تلفزيوني، وفي عام 2016، أعلن الجولاني عن فك ارتباط جبهة النصرة بتنظيم القاعدة، واختارت الجماعة تغيير اسمها إلى "جبهة فتح الشام". هذا الإعلان كان بمثابة تحول جذري في أسلوب الجولاني، حيث قرر أن يتخلى عن الغموض الذي كان يحيط به طوال هذه الفترة. ظهر الجولاني لأول مرة أمام الكاميرا في لباس عسكري، مع لحية طويلة وعمامة بيضاء، ليؤكد على الانفصال عن "القاعدة" وتغيير توجهات التنظيم. في خطوة أخرى نحو التغيير، ظهر الجولاني في مقابلة تلفزيونية وهو يرتدي ملابس مدنية، حيث دافع عن أفكاره ورؤيته السياسية، مع رفضه تصنيفه كإرهابي. هذا التغير في مظهره كان انعكاساً لتوجهه نحو أن يكون زعيمًا سياسيًا قادرًا على إدارة المناطق التي تسيطر عليها الهيئة، مع التأكيد على أنه لا يسعى للانغلاق داخل أيديولوجيات متشددة. السيطرة على دمشق والتحول السياسي في السنوات الأخيرة، أصبح الجولاني يروج لفكرة الاعتدال السياسي في خطابه. في عام 2021، تحدث عن ضرورة التعايش مع كافة المكونات السورية، بما في ذلك الأقليات والطوائف، مؤكدًا على أهمية بناء هوية سورية جديدة تتجاوز الانقسامات الطائفية والأيديولوجية. كانت هذه التصريحات بمثابة تحوّل في مواقفه تجاه النظام السوري والمجتمع الدولي. ومع بداية سيطرة هيئة تحرير الشام على دمشق، تغيّر أسلوب الجولاني بشكل لافت. ظهر في أكثر من مناسبة وهو يرتدي ملابس مدنية عادية، متخلّيًا عن اللباس العسكري الذي كان يميّزه في مراحل سابقة. حتى في استقباله للزعيم اللبناني وليد جنبلاط، ظهر الجولاني في بدلة سوداء مع ربطة عنق خضراء، وهو ما يعكس تحولًا جذريًا في مظهره الشخصي والسياسي، حيث يتعمد الترويج لصورة أكثر حداثة واعتدالاً. حملة علاقات عامة؟ وفي تعليق على هذه التغيرات، أشار الباحث في مركز "سينتشري إنترناشونال" للأبحاث، آرون لوند، إلى أن الجولاني و"هيئة تحرير الشام" قد شهدا تغييرات ملحوظة، لكنه أضاف أن الجولاني وجماعته لا يزالون يحتفظون بنهج "التشدد إلى حد ما". وأكد لوند أن هذه التغيرات يمكن أن تُعتبر بمثابة "حملة علاقات عامة"، حيث يبذل الجولاني جهداً واضحاً لتحسين صورة الهيئة والتخلي عن صورتها السابقة كجماعة متشددة. من جانبه، قال جوشوا لانديس، الخبير في الشأن السوري ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، إن "الجولاني أذكى من الأسد. لقد غير أدواته، مظهره العام، وأطلق رسالته المتوددة إلى الأقليات"، مشيرًا إلى أن هذه التحولات تعكس رغبة الجولاني في بناء تحالفات جديدة، وتقديم نفسه كقائد سياسي يعبر عن الشعب السوري بمختلف مكوناته.