الرميد: على عباد (الدوارة) الذين يذبحون للعادة وليس العبادة أن يحترموا قرار الملك

هبة بريس - الرباط أثار مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات السابق, تفاعلاً واسعاً عبر تدوينة نشرها على حسابه بفيسبوك، علّق فيها على دعوة الملك محمد السادس إلى عدم أداء شعيرة ذبح الأضحية هذا العام، وهي الدعوة التي جاءت في سياق أزمة الجفاف وارتفاع أسعار المواشي بالمملكة. وأكد الرميد في تدوينته أن الملك، بصفته أمير المؤمنين والمقلّد بالأمانة العظمى، لم يتخذ هذا القرار إلا بعد "تفكير ملي، وتردد جلي، واستشارة واسعة"، انطلاقاً من مسؤوليته الدينية والدستورية تجاه شعبه. وأضاف أن الملك "يدرك جيداً" حساسية هذه الشعيرة التي، وإن كانت غير واجبة شرعاً، أصبحت جزءاً راسخاً من العادات الدينية والاجتماعية للمغاربة. وأشار الرميد إلى أن هذه الدعوة تندرج ضمن قاعدة رفع الحرج ودفع الضرر التي تحث عليها الشريعة الإسلامية، مستشهداً بقول الله تعالى: "وما جعل عليكم في الدين من حرج". وقال إن تراكم سنوات الجفاف أدى إلى "تراجع حاد في أعداد قطيع الماشية"، ما تسبب في ارتفاع كبير في أسعار اللحوم، وصلت إلى 150 درهماً للكيلوغرام الواحد قبل صدور الرسالة الملكية بتاريخ 26 فبراير 2025. وانتقد الرميد ما وصفه ب

الرميد: على عباد (الدوارة) الذين يذبحون للعادة وليس العبادة أن يحترموا قرار الملك
   hibapress.com
هبة بريس - الرباط أثار مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات السابق, تفاعلاً واسعاً عبر تدوينة نشرها على حسابه بفيسبوك، علّق فيها على دعوة الملك محمد السادس إلى عدم أداء شعيرة ذبح الأضحية هذا العام، وهي الدعوة التي جاءت في سياق أزمة الجفاف وارتفاع أسعار المواشي بالمملكة. وأكد الرميد في تدوينته أن الملك، بصفته أمير المؤمنين والمقلّد بالأمانة العظمى، لم يتخذ هذا القرار إلا بعد "تفكير ملي، وتردد جلي، واستشارة واسعة"، انطلاقاً من مسؤوليته الدينية والدستورية تجاه شعبه. وأضاف أن الملك "يدرك جيداً" حساسية هذه الشعيرة التي، وإن كانت غير واجبة شرعاً، أصبحت جزءاً راسخاً من العادات الدينية والاجتماعية للمغاربة. وأشار الرميد إلى أن هذه الدعوة تندرج ضمن قاعدة رفع الحرج ودفع الضرر التي تحث عليها الشريعة الإسلامية، مستشهداً بقول الله تعالى: "وما جعل عليكم في الدين من حرج". وقال إن تراكم سنوات الجفاف أدى إلى "تراجع حاد في أعداد قطيع الماشية"، ما تسبب في ارتفاع كبير في أسعار اللحوم، وصلت إلى 150 درهماً للكيلوغرام الواحد قبل صدور الرسالة الملكية بتاريخ 26 فبراير 2025. وانتقد الرميد ما وصفه بـ"فشل الحكومة" في العام الماضي في التحكم بأسعار الأضاحي، رغم تخصيص دعم مالي مهم، ذهب – بحسبه – إلى "قلة قليلة دون أثر ملموس في السوق". كما حذّر من أن غياب المبادرة الملكية كان سيؤدي إلى "سباق نحو شراء الأضاحي وارتفاع جنوني في الأسعار"، مع ما يرافق ذلك من معاناة اجتماعية، خاصة للفقراء وذوي الدخل المحدود الذين يصعب عليهم شرح الوضع لأبنائهم في يوم العيد. واعتبر الرميد أن القرار الملكي يُمثّل استجابة لحاجة عامة تُنزل منزلة الضرورة الخاصة، مؤكداً أنه جاء بعد دراسة دقيقة واستشارة للجهات الشرعية المختصة، ودعا المواطنين إلى احترام التوجيه الملكي، لكون الملك سيتكفل، بصفته الدينية، بالنيابة عن شعبه في أداء الشعيرة. وأضاف قائلا: "كما على عباد( الدوارة)، الذين يذبحون على سبيل العادة لا العبادة، أن يعلموا ان الذبح يوم العيد على خلاف عموم الناس، هو الحاق الاذى بالجيران، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من كان يؤمن بالله واليوم الاخر، فلا يؤذ جاره) . وليس هناك من اذى للجار يوم العيد اعظم من ان يسمع ابناءه اصوات الشياه،او يشمون روائح الشواء، في محيطهم، ولدى جيرانهم." وفي ختام تدوينته، وجه الرميد انتقادات شديدة اللهجة لما سماهم بـ"الغلاة المتنطعين" و"عباد العادة"، الذين قد يصرّون على الذبح في هذه الظروف، معتبراً أن ذلك لا يعبّر عن تقوى حقيقية، بل عن إيذاء للغير، واختتم بالقول: "من يفعل ذلك، فهو مواطن سيئ، وتدينه مغشوش، بل هو مريض يحتاج إلى علاج... شفاه الله وغفر له".