السبب الحقيقي لمشادة ترامب وزيلينسكي

سلط الكاتب الصحفي جوناثان تشايت الضوء على الاجتماع المتوتر الذي عُقد في المكتب البيضاوي بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي والسيناتور الجمهوري جيه دي فانس. وقال الكاتب في مقاله بموقع مجلة “أتلانتك” إن ثمة إعدادا متعمدا من قبل ترامب للانفصال علنا عن أوكرانيا، مما يكشف عن إعجابه طويل الأمد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين […]

السبب الحقيقي لمشادة ترامب وزيلينسكي
   kech24.com
سلط الكاتب الصحفي جوناثان تشايت الضوء على الاجتماع المتوتر الذي عُقد في المكتب البيضاوي بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي والسيناتور الجمهوري جيه دي فانس. وقال الكاتب في مقاله بموقع مجلة “أتلانتك” إن ثمة إعدادا متعمدا من قبل ترامب للانفصال علنا عن أوكرانيا، مما يكشف عن إعجابه طويل الأمد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجهوده لمواءمة السياسة الأمريكية مع المصالح الروسية. وخلال الاجتماع المشار إليه، سأل أحد المراسلين ترامب عن العواقب المحتملة في حال انتهاك روسيا وقف إطلاق النار الذي سعى إليه، لكن الرئيس الأمريكي رفض فكرة الانتهاك الروسي، مما يكشف عن سوء فهم عميق للصراع. وأكد ترامب بحماس أن بوتين يحترمه، مستشهداً بتجربتهما المشتركة في كونهما هدفاً لتحقيقات الحزب الديمقراطي، خاصة روسيا. ويسلط هذا البيان الضوء على عنصر حاسم في نظرة ترامب للعالم، ألا وهو: الرابطة الشخصية والعاطفية التي تربطه ببوتين، والتي تشكلت من خلال ما يعتبره ترامب اضطهاداً مشتركاً. وقال الكاتب: “في حين يوصف ترامب غالباً بأنه زعيم لاستراتيجية الصفقات مع القليل من الاهتمام بالقيم الأمريكية التقليدية في السياسة الخارجية، فإن تقاربه مع بوتين يتجاوز مجرد البراغماتية”. وتجلى هذا التعاطف في العديد من الأفعال على مر السنين، من الدفاع عن استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم إلى التقليل من أهمية دور روسيا في الصراعات الدولية. وحتى قبل تولي زيلينسكي منصبه، بدا ترامب متعاطفا بشكل علني مع المصالح الجيوسياسية لروسيا، مما أدى إلى تقويض مواقف السياسة الخارجية الأمريكية التقليدية. وأشار الكاتب إلى أن هذا النمط من المشاعر المؤيدة لروسيا بات أكثر وضوحا خلال رئاسة ترامب، وكان ترامب يردد باستمرار وجهة النظر الروسية، خاصة فيما يتعلق بأوكرانيا وحلف شمال الأطلسي. وقال ماريك ماجيروفسكي، السفير البولندي السابق لدى الولايات المتحدة، أثناء مشاهدته اجتماع الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في واشنطن عصر يوم الجمعة، إنه درس قاس في السياسة الواقعية ودورة تدريبية مكثفة في علم النفس التطبيقي. وفي الأسابيع الأخيرة، نأى ترامب بنفسه عن أوكرانيا، واصفاً زيلينسكي بالديكتاتور، وألمح إلى وقوع أوكرانيا بأكملها في نهاية المطاف تحت السيطرة الروسية. ورأى الكاتب أن توبيخ ترامب العلني الأخير لزيلينسكي ليس مجرد نتاج لإحباط أو خلاف حول السياسة، بل هو تتويج لإعجابه الطويل ببوتين. وقال إن قرار ترامب بتقويض جهود الحرب في أوكرانيا يمثل تحولاً يحاول حلفاء ترامب ربطه بسلوك زيلينسكي، زاعمين بأن الرئيس الأمريكي شعر بعدم الاحترام من لغة جسد زيلينسكي ونبرته الجدلية. وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء أمس الأحد، أن استبداله لن يكون “سهلاً”، في وقت ترغب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برحيله بسبب رفضه الرضوخ لمطالب موسكو. لكن الكاتب يرفض هذا التفسير ويرى أنه محاولة لإخفاء الحقيقة، وهي أن ترامب قرر بالفعل إدارة ظهره لأوكرانيا. ووافق الكاتب السرد الجمهوري القائل بأن موقف ترامب المؤيد لروسيا كان مجرد مناورة تكتيكية، تهدف إلى إجبار حلفاء الناتو على إنفاق المزيد على الدفاع، مشيرا إلى أنه عندما وافقت الدول الأوروبية على طلب ترامب بزيادة الإنفاق الدفاعي، زاد من مطالبه، وأيد أيضاً حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المؤيد لروسيا. ووفق الكاتب، فإن هذا السلوك يظهِر أن أهداف ترامب لم تكن تعزيز حلف شمال الأطلسي بل إضعاف التحالف الغربي ضد روسيا. وأوضح الكاتب أن فكرة عاطفة ترامب تجاه بوتين تحفزها دوافع معاملاتية بحتة، وهو ما بدا جلياً من خلال تخلي ترامب عن صفقة المعادن المحتملة مع أوكرانيا، والتي تم تقديمها كوسيلة للتوفيق بين مصالحه التجارية والسياسة الخارجية للولايات المتحدة. ويشير رفض ترامب لهذه الصفقة إلى أن دوافعه لا تتعلق بالمكاسب الاقتصادية فحسب، بل إنها متجذرة في توافق مع الأهداف الروسية. وتناول الكاتب ديناميكيات الاجتماع نفسه قائلاً إن ترامب كان يضمر أمراً، مشيراً إلى استقباله ضيفه بسخرية، حتى قبل أن يتحدث زيلينسكي، مع التركيز على الزي العسكري للرئيس الأوكراني. ومهدت هذه النغمة الساخرة الطريق للمواجهة اللاحقة، والتي يقول الكاتب أنها كانت من تدبير ترامب وحلفائه كذريعة لقطع العلاقات مع أوكرانيا. ولم يكن سلوك ترامب مجرد نتيجة لنهج زيلينسكي، بل كان خطوة محسوبة لتقويض الزعيم الأوكراني.