تعمل وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة من خلال برامجها المختلفة على مناهضة العنف بكافة أشكاله ، ومن ضمنها العنف القائم على النوع الاجتماعي بشكل خاص، كرسالة من رسائلها التربوية العميقة في تربية الأجيال وتنشئتها ؛ وذلك من خلال تنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات التي تعزز حماية المتمدرس والمدرس على حد سواء ، إضافة إلى اعتماد مقاربات تربوية بيداغوجية تروم تبني آليات الاشتغال الكفيلة بتربية الناشئة على قيم التعايش والانفتاح والمواطنة والسلوك المدني والتضامن واحترام الآخر، سواء من خلال مضامين البرامج الدراسية المقررة، أوتطوير “حقيبة بيداغوجية” لكسب التلميذات والتلاميذ مهارات الحياة الاساسية.
في هذا السياق و تخليدا لليوم العالمي لمحاربة العنف المبني على النوع الاجتماعي و تحت شعار “نحو 30 عامًا من إعلان ومنهاج عمل بيجين ” اتحدوا لإنهاء العنف ضد النساء والفتيات”. أعطى مساء اول امس الاثنين 26 نونبر 2024 ، أحمد الكريمي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة مراكش آسفي بالثانوية الإعدادية المنصور الذهبي التابعة لمديرية مراكش الانطلاقة الرسمية للحملة الأممية 16 يوما لمناهضة العنف المبني على النوع في الفترة الممتدة مابين 25 نونبر و 10 دجنبر 2024 .
هذه الحملة العالمية التي ترعاها هيئة الأمم المتحدة للمرأة تروم التحسيس بالتداعيات السلبية للعنف المبني على النوع الاجتماعي الذي يعد من أخطر الظواهر التي تهدّد مستقبل المجتمعات، وتقف في وجه التنمية المستدامة، وتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية بين أفراد المجتمع كافة، إضافة إلى التأثير السلبي على الاستقرار المجتمعي، كما تستهدف التوعية في أوساط المتمدرسين والمتمدرسات داخل المؤسسات التعليمية بأهمية خلايا الإنصات والوساطة في المصاحبة والتكفل بالفتيات والنساء ضحايا العنف المبني على النوع بالوسط المدرسي .
وتميزت فعاليات الحملة الأممية 16 ، بإضاءة مباني و فضاءات و معالم إعدادية المنصور الذهبي باللون البرتقالي اللون الذي يرمز الى الطاقة والحيوية والامل بمستقبل أفضل خالٍ من العنف، كما عرفت الاحتفالية مشاركة مجموعة من تلميذات وتلاميذ المؤسسة ، ابرزوا خلالها كفاءاتهم وقدراتهم المتنوعة، على المستوى اللغوي والثقافي عبر تقديم أنشطة وفقرات متعلقة بدعم و تعزيز التسامح و الوقاية من السلوكيات المشينة بالوسط المدرسي بالعربية والأمازيغية والفرنسية والإنجليزية.
وعبر مدير الأكاديمية في كلمته التوجيهية عن أهمية هذه المبادرة التي تعكس الأهمية التي توليها خارطة الطريق 2022-2026 للأنشطة الموازية وتعزيز تفتح التلميذات والتلاميذ باعتبارها مدخلا للتربية على المواطنة والسلوك السوي والاحترام والمساواة والقيم الكونية، كما تندرج في إطار التزام الاكاديمية وكافة المديريات الإقليمية التابعة لها بتعزيز بيئة مدرسية آمنة للجميع ، معرجا في الختام على التذكير بحرص وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة عبر مختلف برامجها على غرس وتثبيت التربية على قيم المواطنة والانفتاح، والتصدي لكل مظاهر العنف والسلوكيات المشينة بالمدرسة المغربية.
ويشار ان هذا الاحتفال والذي عرف حضورا وازنا لفعاليات تربوية وجمعوية وإعلامية، يأتي في إطار تعزيز القدرات المؤسساتية للبنيات التعليمية ، في نشر ثقافة حقوق الإنسان، والوقاية من العنف و التنمر القائم على النوع بالمنظومة التربوية.