يستغرب متتبعون للشأن العام المحلي، استمرار تجاهل المصالح المعنية بمجلس مدينة مراكش، لخطر إنعدام الإنارة العمومية بالمقطع الطرقي الخطير الرابط بين محطة التصفية العزوزية وقنطرة واد تانسيفت بشكل كلي، علما ان المقطع الذي تسبب فيه الظلام، في مقتل العديد من الارواح تابع إداريا بشكل كلي لجماعة مراكش .
وكانت “كشـ24” قد تطرقت لموضوع الظلام الذي يخيم على قرابة كيلومتر من الطريق، الفاصل بين نهاية المجال الحضري بمراكش وبداية النفوذ الترابي لجماعة حربيل، مرورا من القنطرة التي شهدت وفاة العشرات خلال السنوات الماضية بسبب الظلام، لكن دون فائدة، ما جعل البعض من مستعملي الطريق من ساكنة تامنصورت خصوصا يتساءلون، هل لان الضحايا ومستعملي هذه الطريق جلهم من قاطنة تامنصورت وليس مراكش، لذلك يتم تجاهل سلامتهم من طرف جماعة مراكش؟ وهل تجهل الاخيرة ان جل ساكنة تامنصورت ينحدرون من مراكش، ولا يزالون يرتبطون بها مهنيا وعائليا، ما يستدعي توفير سبل الحماية لهم اثناء التنقل بين المدينتين.
ويستغرب المتتبعون لهذا الملف من سبب هذا التجاهل الكلي، علما ان الامر جد خطير، كما ان المقطع المذكور يعتبر حرفيا مدخل مدينة مراكش للقادمين عبر الطريق الوطنية رقم 7، كما لا يمتد طوله سوى لكيلومتر واحد فقط ، اي ان تكاليف تزويده بالانارة العمومية ليس امر صعبا او معجزا لجماعة مراكش، علما ان الاعمدة الكهربائية تمتد الى حدود المقطع المذكور، اي ان ربطه ليس بالامر الصعب تقنيا ولا ماديا.
وكان مستعملو هذه الطريق قد استبشروا خيرا بعدما شرعت الجهات المعنية في إعادة تهيئة الطريق المارة فوق القنطرة، خلال الاستعدادات التي شهدتها جهة مراكش، بالتزامن مع الانباء عن زيارة ملكية مفترضة قبل خمس سنوات، حيث إنتظر الجميع ان تشمل الاصلاحات الانارة أيضا، خصوصا أن بضع أعمدة كافية لانهاء معاناة مستعملي طريق الموت، إلا ان الجهات المعنية “كتخاف ما كتحشم” واستحضرت ربما فكرة ان الملك لن يمر ليلا من هذا الطريق، وإكتفت بتهيئة الاسفلت استعدادا لمروره .