باحث في علم النفس لـكشـ24: المؤسسات التربوية مطالبة بتأهيل الشباب لمواجهة ضغوطات الحياة
أكد الأستاذ إسماعيل شعوف، أستاذ التعليم العالي ومنسق شعبة علم النفس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، في تصريح خص به موقع كشـ24، أن الصحة النفسية تشكل حجر الأساس في بناء شخصية متوازنة وقادرة على العطاء والمساهمة الفعالة في المجتمع، مشددا على أن غياب هذه الصحة يجعل من الصعب على الفرد التعرف على ذاته ومهاراته وتحقيق […]
kech24.com
أكد الأستاذ إسماعيل شعوف، أستاذ التعليم العالي ومنسق شعبة علم النفس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، في تصريح خص به موقع كشـ24، أن الصحة النفسية تشكل حجر الأساس في بناء شخصية متوازنة وقادرة على العطاء والمساهمة الفعالة في المجتمع، مشددا على أن غياب هذه الصحة يجعل من الصعب على الفرد التعرف على ذاته ومهاراته وتحقيق إمكانياته الحقيقية.
واعتبر شعوف أن بناء صحة نفسية سليمة لدى الشباب لا يمكن أن يتم في معزل عن المحيط الاجتماعي الذي يتفاعل معه، بدءا من الأسرة، مرورا بالمدرسة، ووصولا إلى مختلف المؤسسات الاجتماعية التي تساهم في تشكيل ما يسمى في علم الاجتماع بالهابيتوس أو النسق الذهني والسلوكي الذي يؤطر اختيارات الفرد وتصوراته.
وفي هذا السياق، دعا المتحدث ذاته إلى ضرورة أن تنفتح المؤسسات التعليمية والتربوية، إلى جانب جمعيات المجتمع المدني، على تخصصات علم النفس والتمكين، من خلال الاستعانة بخبراء ومعالجين نفسيين قادرين على مواكبة الناشئة وتأهيلهم لاكتساب ما يعرف ب”الريزيليونس”، أي القدرة على التكيف مع الأزمات والصدمات ومواجهتها دون انهيار.
وشدد شعوف على أن زمن الاكتفاء بتلقين المهارات التقنية أو المعارف الأكاديمية قد ولى، وأن المرحلة تقتضي تمكين الشباب من مهارات الحياة التي تعد جزءا أساسيا من بناء الذات الإنسانية القادرة على التفاعل الإيجابي مع مختلف التحديات.
وأوضح أن الشخص الذي يتمتع بصحة نفسية متوازنة يكون أكثر قدرة على تحقيق التوازن الشخصي والأسري والاجتماعي، مما ينعكس بشكل مباشر على محيطه ويسهم في استقرار المجتمع وتقدمه.
وختم شعوف تصريحه بالتأكيد على أن الاستثمار في الصحة النفسية ليس ترفا أو أمرا ثانويا، بل هو ضرورة مجتمعية تفرض نفسها اليوم أكثر من أي وقت مضى، إذا ما أردنا فعلا بناء أجيال قادرة على الإبداع، الصمود، والعيش الكريم.