” بيرما ريف” تواصل إحداث ضيعات “غابات الطعام” على نمط الأجداد

فكري ولد علي هبة بريس   تتواصل بمنطقة الريف عملية إحداث الضيعات الايكولوجية النموذجية، بالشروع أمس السبت في إحداث الضيعة الثالثة بضواحي مركز آيت قمرة باقليم الحسيمة. المشروع الذي يعرف باسم "غابات الغذاء بالريف" Food Forest Rif  تشرف عليه جمعية "بيرما ريف للزراعة المستدامة، بشراكة مع مؤسسة "ريفوريست (Riforest)، وبدعم من منظمة الإوز البري (Willde Ganzen) الهولندية. وتعد المرحلة الجارية، والتي انطلقت بداية الأسبوع الماضي وتستمر حتى نهاية الأسبوع القادم، بمشاركة عدد من المتطوعين الهولنديين، مرحلة حاسمة في بناء وإحداث هذه الضيعات، إذ بعد الأشغال التحضيرية التي قادتها الجمعية صاحبة المشروع، والمتمثلة أساسا في وضع التصاميم المناسبة للضيعات بإشراف ميداني للخبير في الزراعة الايكولوجية وتصميم الضيعات التي تعتمد هذا النمط الزراعي، عمر حاجي، تشهد المرحلة الجارية غرس الأشجار المثمرة والأشجار المساعدة في تخصيب الأرض واصلاح التربة. الواقع أن عملية غرس الأشجار المثمرة بمختلف أنواعها من الحوامض والرمان و الزيتون و الخروب، والبشملة (المزاح)، تتم برفقة مجموعة من الأعشاب الطبية من قبيل الازير، بحيث

” بيرما ريف” تواصل إحداث ضيعات “غابات الطعام” على نمط الأجداد
   hibapress.com
فكري ولد علي هبة بريس   تتواصل بمنطقة الريف عملية إحداث الضيعات الايكولوجية النموذجية، بالشروع أمس السبت في إحداث الضيعة الثالثة بضواحي مركز آيت قمرة باقليم الحسيمة. المشروع الذي يعرف باسم "غابات الغذاء بالريف" Food Forest Rif  تشرف عليه جمعية "بيرما ريف للزراعة المستدامة، بشراكة مع مؤسسة "ريفوريست (Riforest)، وبدعم من منظمة الإوز البري (Willde Ganzen) الهولندية. وتعد المرحلة الجارية، والتي انطلقت بداية الأسبوع الماضي وتستمر حتى نهاية الأسبوع القادم، بمشاركة عدد من المتطوعين الهولنديين، مرحلة حاسمة في بناء وإحداث هذه الضيعات، إذ بعد الأشغال التحضيرية التي قادتها الجمعية صاحبة المشروع، والمتمثلة أساسا في وضع التصاميم المناسبة للضيعات بإشراف ميداني للخبير في الزراعة الايكولوجية وتصميم الضيعات التي تعتمد هذا النمط الزراعي، عمر حاجي، تشهد المرحلة الجارية غرس الأشجار المثمرة والأشجار المساعدة في تخصيب الأرض واصلاح التربة. الواقع أن عملية غرس الأشجار المثمرة بمختلف أنواعها من الحوامض والرمان و الزيتون و الخروب، والبشملة (المزاح)، تتم برفقة مجموعة من الأعشاب الطبية من قبيل الازير، بحيث يتم غرس نباتين من هذه النباتات في نفس الحفرة التي تغرس فيه الأشجار المثمرة. هذه العملية حسب عمر حاجي، تتوخى مساعدة الشجرة على البقاء بصحة جيدة من خلال منحها العديد من المواد العضوية المساعدة في النمو، وأيضا مساعدتها على طرد الأفات التي يمكن أن تلحق بها خاصة في المراحل الأولى من اشتداد عودها. الأمر هو في الواقع أشبه بطفل رضيع تحتضنه ايادي الرعاية حتى ينمو بصحة جيدة. فلسلة "غابات الغذاء"، في الواقع لا تختلف كثيرا عن ما سار عليه الأجداد في المنطقة، في عملية الزرع والغرس، بل لا يوجد أي اختلاف، ويمكن القول بأن المشروع الحالي هو إحياء لذلك المسار. هي فلسفة تعتمد على التنوع والتنويع، وايضا إيلاء الأهمية التي تستحق كل شجرة من خلال تهيئ الظروف الطبيعية المواتية للنمو، دونما الحاجة إلى إدخال أية مركبات كيماوية سامة خارج المنظومة الطبيعية العضوية. وقال عبد الرفيع العدناني، رئيس جمعية "بيرما ريف"، أن الجمعية هي جزء من الدينامية التي شهدتها منطقة الريف في السنوات الأربع الماضية، والمتعلقة بعمليات توزيع الأشجار المثمرة على الفلاحين الصغار في المنطقة والتي بدأتها مؤسسة "ريفوريست". قبل أن تتحول هذه الدينامية إلى جمعية يمكن اعتبارها توأم "ريفوريست"، حيث بعد ثلاث مواسم من توزيع الأغراس، رفعت الجمعية وشركائها من سقف العمل بإطلاق مشروع الضيعات الايكولوجية. وأبرز أن الضيعات الخمسة التي تحدث في إطار المشروع، سميت بالنموذجية على اعتبار أن المشروع يمكن أن يتطور أكثر بالاعتماد على نتائج الضيعات المحدثة. وأبرز أن الضيعات يمكن أن تحدث تحولا اقتصاديا جذريا في الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمستفيدين وأيضا في المحيط العام. وأبرز أن هناك نمو متواصل لدى مختلف الشرائح بأهمية العودة إلى "الأرض"، وأيضا وعي بالتحولات الحاصلة في أنماط الاستهلاك، وهو ما يجعل مستقبل الزراعة الإيكولوجية مستقبل واعد. وعلاقة بعمليات التشجير والغرس السنوية التي تطلقها الجمعية، أكد نفس المتحدث أن العملية ستستمر وستنطلق عملية الموسم الجديد في غضون الأسابيع القادمة حيث تتوخى الجمعية بدعم من شركائها توزيع الألاف من الأشجار شتلات الأعشاب الطبية. ويرى سعيد القدوري، وهو عضو بمؤسسة "ريفوريست"، أن المؤسسة ومنذ انطلاق عملها قبل عدة سنوات، كان هاجسها هو استعادة الحياة الطبيعية للأرض في الريف. وأبرز أنه يشعر بحزن شديد عندما يرى كيف يتم هدر الحياة العضوية في التربة من خلال إدخال العديد من المركبات الكيماوية في الأعمال الزراعية، في حين ان اجدادنا تمكنوا من الحفاظ على الأنواع ورعايتها من خلال نظام التنويع الذي يضمن "بناء دفاعات طبيعية مشتركة".