هبة بريس _ مكتب فاس
ترأس عامل إقليم تاونات بحر الأسبوع الماضي ، لقاء تواصليا بمقر عمالة الإقليم، بحضور رؤساء المصالح الأمنية الإقليمية ورجال السلطة ورؤساء وممثلي المصالح الخارجية الجهوية والإقليمية المعنية ومن بينها على الخصوص وكالة الحوض المائي لسبو والمديرية الجهوية للبيئة ورؤساء المجالس الترابية ورؤساء الجمعيات وأرباب المعاصر ورؤساء جمعيات المجتمع المدني النشيطة في المجال البيئي بالإقليم.
وقد خصص موضوع هذا اللقاء للتحسيس والتوعية بالإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية الواجب اتخاذها لتجنب التأثيرات السلبية لمخلفات مادة المرج التي تنتجها وحدات استخراج زيت الزيتون على المجال البيئي والثروة المائية والموارد الطبيعية بالإقليم.
وقد تم خلال هذا اللقاء الذي عرف تقديم عرض من طرف ممثلة وكالة الحوض المائي لسبو، التذكير بالقوانين المنظمة للمجال البيئي، وعلى الخصوص القانون رقم 28-00 المتعلق بتدبير النفايات والقانون رقم 12- 03 المتعلق بدراسة التأثيرات على البيئة، والقانون رقم 36 15 المتعلق بالماء.
كما تم تسليط الضوء على التأثير الكبير لمادة المرج التي تفرزها معاصر الزيتون على الموارد المائية والوسط الطبيعي بإقليم تاونات والإجراءات والتدابير المتخذة من قبل مختلف المتدخلين قصد الحد من تأثيراتها السلبية ومن بينها تنظيم 140 زيارة ميدانية من قبل اللجن الإقليمية المختلطة لمراقبة معاصر الزيتون خلال الموسم الماضي همت 400 معصرة تابعة لنفوذ حوض سبو، والتي أسفرت عن تحرير 28 مخالفة واستصدار 10 قرارات إغلاق، من بينها 6 محاضر مخالفة بالنسبة لإقليم تاونات.
وتم إبراز المشاريع المنجزة والمبرمجة لحماية الموارد المائية وإزالة التلوث الناتج عن مادة المرج والمتمثلة في إنجاز محطتين لمعالجة مادة المرج بكل من جماعتي بني سنوس التابعة لدائرة قرية أبا محمد ورأس الواد التابعة لدائرة تيسة من طرف الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بفاس ومحطة للمعالجة بجماعة تاونات منجزة من طرف وكالة الحوض المائي لسبو، بتكلفة إجمالية تقدر ب 97 مليون درهم، طاقتها الاستيعابية 153830 مترا مكعبا من مادة المرج في السنة. بالإضافة إلى محطتين مبرمجتين بكل من دائرتي تاونات وغفساي.
وفي الكلمة الافتتاحية التوجيهية لعامل إقليم تاونات، أوضح أن هذا الاجتماع يهدف إلى التحسيس والتوعية بالتأثيرات السلبية لمخلفات معاصر الزيتون على المجال البيئي بالإقليم تفعيلا للتعليمات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده الرامية إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية وخاصة المائية في ظل الظروف المناخية التي تمر منها بلادنا والتي نتجت عنها ندرة المياه، كما تطرق لأهمية قطاع الزيتون بالإقليم والمساحة المخصصة لهذه المغروسات التي تناهز 150.000 هكتارا وتمثل 83 % من مجموع مساحات الأشجار المثمرة، وعدد معاصر الزيتون التي أحدثت من أجل تثمين هذا المنتوج والتي بلغت 83 معصرة عصرية وشبه عصرية تشكل مصدرا ملوثا للموارد المائية والمجال الطبيعي نتيجة لمادة المرج التي تخلفها، مما يؤدي إلى بروز مشاكل بيئية خطيرة تتفاقم حدتها مع نقص التساقطات المطرية.
كما استعرض عامل الإقليم مجموعة من المشاريع المنجزة والمبرمجة لحماية الموارد المائية والمجال الطبيعي والمتمثلة في إنجاز محطتين لمعالجة مادة المرج بكل من دائرتي تيسة وقرية أبا محمد وأن السلطات المحلية بصدد البحث عن العقار المناسب لإنشاء محطتين لتفادي تفريغ مادة المرج بشكل نهائي بالنسبة لمعاصر الزيتون المتواجدة بتراب دائرتي غفساي وتاونات، كما تم مؤخرا الشروع في أشغال إنجاز محطة معالجة المرج الذي تنتجه المعاصر الأربعة المتواجدة بجماعة تاونات من طرف وكالة الحوض المائي لسبو وهي الآن في مرحلة الانتهاء من الأشغال.
وفي نهاية هذا اللقاء، وبعد المناقشة، أهاب عامل الإقليم بأرباب المعاصر التحلي بالمسؤولية والالتزام بالقوانين البيئية المعمول بها، مؤكدا أن الإدارة وعلى غرار السنوات الماضية، عاقدة العزم على التصدي لأية خروقات بهذا الشأن واتخاذ جميع الإجراءات القانونية في حق المخالفين، علما أنه تم على غرار السنوات الماضية إعداد برنامج الزيارات الميدانية في إطار اللجنة الإقليمية المختلطة للمراقبة تشمل مختلف المعاصر المتواجدة بالإقليم.