تصاعدت المطالب بوقف بث مسلسل “ناس الملاّح” الذي يعرض على القناة الثانية وتشارك فيه ممثلة إسرائيلية من أصول مغربية.
الممثلة التي تدعى إيفا كادوش كانت مجندة سابقة، ومعروفة بدعمها لقيادة الجيش الإسرائيلي في الحرب المتواصلة على قطاع غزة، إضافة إلى تدويناتها المحرضة على قتل الفلسطينيين وأيضا نشرها صورا لقنابل وقذائف موقعة وموجهة إلى تدمير منازل ومستشفيات ومراكز إيواء.
واعتبر مناهضو التطبيع حضور كادوش في هذا المسلسل محاولة لتجميل وجوه الصهاينة في ظل حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.
وبينما دعت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إلى تنظيم وقفة احتجاجية الثلاثاء المقبل أمام مقر القناة الثانية بالعاصمة الرباط للمطالبة بوقف عرض هذا المسلسل، يقول منتجه إن كل ما ينشر هي محاولات لتشويه صورة الممثلة والنيل من سمعتها، مؤكدا في تصريح إعلامي أنه ضد الصهيونية وأن الممثلة المذكورة تؤمن بالتعايش بين جميع المغاربة بمختلف دياناتهم وأصولهم.
بدأ عرض مسلسل “ناس الملاح” لمخرجته جميلة بنعيسى البرجي على القناة الثانية في 28 شتنبر الماضي ويتكون من 15 حلقة تعرض كل يوم خميس.
وتدور أحداث المسلسل في حي الملاح في مدينة الصويرة، حيث تعيش عدة أسر مسلمة ويهودية من بينها أسرة الحاج إبراهيم وجارته مسعودة.
وتؤدي إيفا كادوش دور “مسعودة” وهي يهودية مقيمة في الصويرة وتتميز بشخصيتها المحبوبة التي حظيت بتقدير كل من يزور مطعمها في مدينة الصويرة، تنتظر عودة ابنة أخيها جينين من كندا، هذه الأخيرة تعمل على إعادة ترميم منزل والدتها والوقوف في وجه أطماع أحد السماسرة الذين يريدون الاستيلاء عليه.
وبينما يقول القائمون على المسلسل إنه يهدف الى إبراز التنوع الذي يميز النسيج المجتمعي المغربي والتعايش الذي طالما عرفت عنه المملكة بين اليهود والمسلمين، يرى عزيز هناوي عضو المرصد المغربي لمناهضة التطبيع أن الأمر لا يعدو أن يكون “بروباغاندا لإضفاء الشرعية الساقطة عن الصهاينة من أصل مغربي”، معتبرا في حديث مع الجزيرة نت أن بث المسلسل بالتزامن مع حرب الإبادة في غزة ولبنان هو بمثابة “تجميل للصهاينة القتلة”.
تعايش أم إساءة
وانتقد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مشاركة مواطنة إسرائيلية داعمة لحرب الإبادة ضد الفلسطينيين في هذا المسلسل، وأكدوا في تدوينات أن هذا الفعل لا يتناسب مع حجم التضامن الكبير والرفض المستمر للمغاربة لما تقترفه إسرائيل من قتل وتدمير في قطاع غزة ولبنان.
ووصف الإعلامي المغربي مصطفى الفن في تدوينة على صفحته في موقع فيسبوك هذا المسلسل بأنه “مشبوه” وقال إن رسالته “مسيئة للوطن” وهي “أيها اليهود الذين غادرتم المغرب في سياق ما عودوا إلى أرضكم المغرب قبل فوات الأوان والسبب أن المغاربة المسلمين يتربصون بممتلكاتكم وبأراضيكم ويريدون السطو عليها”.
وأضاف متحدثا عن كاتب سيناريو المسلسل والقناة الثانية “لا سامحهما الله لأنهما اختارا التوقيت الغلط لتلميع مستوطنة إسرائيلية من تل أبيب ليس لها سوى أمنية واحدة ووحيدة في الحياة وهي محو غزة من الأرض وقتل أهاليها وسكانها أجمعين”.
وخرج المنتج أحمد بوعروة في تصريح لجريدة “الصباح” اعتبر فيه أن الممثلة الإسرائيلية إيفا كادوش المشاركة في هذا المسلسل تعرضت لمحاولات لتشويه صورتها، لافتا إلى أنه تم فبركة صور لها بهدف الإساءة إليها والنيل من سمعتها، ثم أوضح أن إيفا المولودة في الرباط والمقيمة في مراكش تفتخر بمغربيتها وتحمل بطاقة تعريف وطنية مغربية وتؤمن بالتعايش بين جميع المغاربة بمختلف دياناتهم وأصولهم.
وأضاف بوعروة أنه ضد الصهيونية قائلا “ملكنا هو رئيس لجنة القدس وبلدي من أكثر الدول العربية التي تدعم القضية الفلسطينية لكنني مع المغربي المسلم واليهودي والمسيحي والأمازيغي والعربي”.
بالمقابل، يقول عزيز هناوي إن المرصد كان يتابع نشاطات إيفا كادوش منذ سنوات ولم يعرف عنها أنها ممثلة، بل كانت تنشر وصفات طبخ مغربية في مواقع التواصل وتنسبها إلى إسرائيل، وأضاف أن هذه السيدة التي تدعي أنها تقيم في مراكش هي في الحقيقة تسكن في تل أبيب ولم تحصل على بطاقة التعريف الوطنية المغربية وجواز السفر المغربي إلا في منتصف عام 2022 وقد نشرت صورا لها توثق لتلك اللحظة.
وأوضح أنها نشرت على صفحاتها في مواقع التواصل صورا لها مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي وضابط الموساد “سام بنشتريت” وشاركت صورا لقذائف وصواريخ مكتوب عليها عبارات “أتمنى أن تقصفكم هذه الصواريخ بشكل مباشر” وعلقت على الصورة “أرسل لهم مرحبا ولا إلى اللقاء”، كما نشرت تدوينات تدعو لمحو قطاع غزة وتدعم الجيش الإسرائيلي في ذلك.
ولفت إلى أن المرصد وثق كل هذه الصور والتدوينات قبل أن تحذفها بالتوازي مع صدور تصريح منتج المسلسل في جريدة “الصباح” وتركت فقط تلك التي تظهر وصفات الطبخ.
المصدر : الجزيرة