تلامــيذ يتخاصمون مع كُتبهم ويُنهون أدوراها تمزيقاً
محمد منفلوطي
مع كل نهاية موسم دراسي، تنتقل عدى تمزيق الكتب والمراجع والكراسات بين تلاميذ بعينهم، وكأنهم عن مؤسستهم التعليمية راحلون بلا رجعة، وكَأنهم بلغوا مبتغاهم وحققوا آمالهم وضمنوا مستقبلهم وبالتالي استغنوا عن كراساتهم وكتبهم، وكأن الامتحان ذلك الغول راح واستراح معه العباد...
هي صور بشعة لتلاميذ كُثر اصطفوا أمام أبواب مؤسساتهم التي احتضنتهم لسنوات، كانوا قد دخلوها صفحات بيضاء لا يفقهون شيئا، وبعد أن نالوا نصيبهم منها علما مفروضا، بادلوا حبا غير الذي منحته إياهم، فترى البعض يكسر النوافذ والكراسي ويعبث في الممتلكات، وآخرون ينعثون بعضهم سبا وشتما وإهانة، وآخرون بلغت بهم وقاحتهم مبلغ تمزيق كتبهم ومراجعهم تزامن في صور مقززة تنم عن واقع مرير يتخبط فيه واقعنا التعليمي.
فلاغرابة أن تتوالى الأحداث اتباعا ومن قبيل الصدفة، ضرب هنا واعتداء هناك، ولا غرابة أن تتحول العلاقة الأبوية التربوية التي تربط رجال التعليم بتلامذتهم ومؤسساتهم التي احتضنتهم وفتحت لهم أبوابها لنقلهم من براثن الجهل إلى طريق الحق، أن يسودها العنف بكافة أشكاله من سحل ورفس وضرب وتنكيل في أبشع صوره.
كيف تحولت البع
hibapress.com
محمد منفلوطي
مع كل نهاية موسم دراسي، تنتقل عدى تمزيق الكتب والمراجع والكراسات بين تلاميذ بعينهم، وكأنهم عن مؤسستهم التعليمية راحلون بلا رجعة، وكَأنهم بلغوا مبتغاهم وحققوا آمالهم وضمنوا مستقبلهم وبالتالي استغنوا عن كراساتهم وكتبهم، وكأن الامتحان ذلك الغول راح واستراح معه العباد...
هي صور بشعة لتلاميذ كُثر اصطفوا أمام أبواب مؤسساتهم التي احتضنتهم لسنوات، كانوا قد دخلوها صفحات بيضاء لا يفقهون شيئا، وبعد أن نالوا نصيبهم منها علما مفروضا، بادلوا حبا غير الذي منحته إياهم، فترى البعض يكسر النوافذ والكراسي ويعبث في الممتلكات، وآخرون ينعثون بعضهم سبا وشتما وإهانة، وآخرون بلغت بهم وقاحتهم مبلغ تمزيق كتبهم ومراجعهم تزامن في صور مقززة تنم عن واقع مرير يتخبط فيه واقعنا التعليمي.
فلاغرابة أن تتوالى الأحداث اتباعا ومن قبيل الصدفة، ضرب هنا واعتداء هناك، ولا غرابة أن تتحول العلاقة الأبوية التربوية التي تربط رجال التعليم بتلامذتهم ومؤسساتهم التي احتضنتهم وفتحت لهم أبوابها لنقلهم من براثن الجهل إلى طريق الحق، أن يسودها العنف بكافة أشكاله من سحل ورفس وضرب وتنكيل في أبشع صوره.
كيف تحولت البعض من مؤسساتنا التعليمية إلى فضاء للرعب ومرتعا لشتى أنواع المخدرات والمظاهر المشينة؟
أين غاب دور الأسرة والمجتمع والمدرسة في تهذيب النفوس وترسيخ القيم؟
وهل حان الوقت للمدرسة أن تسترجع مكانتها العلمية وهيبتها ووقارها داخل المجتمع؟
فبجولة قصيرة بمحيط معظم مؤسساتنا التعليمية تقابلك صورا مقززة لحاويات أزبال ونفايات اختار حتى القائمين على تدبير الشأن المحلي بمدننا أن يضعوها بالقرب من باب مدارسنا وثانوياتنا في اعتداء صريح على كرامتها وعزتها.
اتقوا الله في منظومتكم التعليمية، وأعيدوا للمدرسة العمومية بريقها وكرامتها وأهدافها النبيلة، وللعاملين بها هيبتهم ووقارهم، ولتلامذتها قيمهم الأخلاقية، واعملوا على رسم معالم النجاح من خلال ابرام صلح حقيقي بين المؤسسة التعليمية ومحيطها الداخلي والخارجي، وزرع بذور الأمل والغد المشرق بنكهة التسامح وحب الوطن..