جاريد كوشنر وإيفانكا ترامب في الداخلة.. نقطة تحول استراتيجية في العلاقات بين الرباط وواشنطن

قالت مجلة ماروك ديبلوماتيك، أن زيارة جاريد كوشنر وإيفانكا ترامب إلى مدينة الداخلة في إطار رحلة خاصة، يمكن اعتبارها بمثابة دعم مؤكد للولايات المتحدة للطابع المغربي للصحراء. ويبعث كلا البلدين برسالة قوية إلى المنطقة. وتبدو الزيارة رغم كونها خاصة، إلا أنها في الواقع جزء من ديناميكية جيوسياسية أكبر. وفي الواقع، فإن مدينة الداخلة، هذه المدينة […]

جاريد كوشنر وإيفانكا ترامب في الداخلة.. نقطة تحول استراتيجية في العلاقات بين الرباط وواشنطن
   kech24.com
قالت مجلة ماروك ديبلوماتيك، أن زيارة جاريد كوشنر وإيفانكا ترامب إلى مدينة الداخلة في إطار رحلة خاصة، يمكن اعتبارها بمثابة دعم مؤكد للولايات المتحدة للطابع المغربي للصحراء. ويبعث كلا البلدين برسالة قوية إلى المنطقة. وتبدو الزيارة رغم كونها خاصة، إلا أنها في الواقع جزء من ديناميكية جيوسياسية أكبر. وفي الواقع، فإن مدينة الداخلة، هذه المدينة سريعة التوسع، تؤكد نفسها اليوم كرمز رئيسي للتنمية الاقتصادية والسيادة المغربية على الصحراء. ولكن بعيدًا عن الجانب السياحي البسيط، فإن هذه الرحلة الخاصة تعكس قضايا دبلوماسية ذات أهمية قصوى وتعلن عن تغيير استراتيجي في العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة في ظل الرئاسة المستقبلية لدونالد ترامب. وشهدت منطقة الداخلة، وهي منطقة رئيسية للمملكة، تعزيز دورها في السنوات الأخيرة، لا سيما بفضل تطورها كمركز استراتيجي للطاقة المستدامة والسياحة الفاخرة وصيد الأسماك. ويصبح هذا الموقع اليوم نموذجا للدينامية المغربية ونموذجها التنموي، ويحمل في الوقت نفسه رسالة سيادية واضحة. وحسب ماروك ديبلوماتيك، فإن زيارة كوشنر وإيفانكا ترامب ليست مجرد نتيجة صدفة، بل هي خيار رمزي. وتقدم مدينة الداخلة نفسها كنموذج للطموحات الاقتصادية للمملكة في صحرائها. ولعب جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس السابق دونالد ترامب ومهندس اتفاق إبراهيم لعام 2020، دورًا مركزيًا في استعادة النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقد أرسى هذا الاتفاق التاريخي، الذي سمح بتطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة، الأسس لتعزيز التعاون بين الرباط وواشنطن. وعلى هذا النحو، فإن عودة كوشنر إلى المنطقة، بعد سنوات قليلة من اتفاق إبراهيم، تشهد على صلابة هذا التحالف الاستراتيجي. ويكتسب توقيت هذه الزيارة صدى خاصا، خاصة في هذا الوقت الذي تمر فيه الجزائر بفترة من العزلة المتزايدة على الساحة الدولية. وقد فشلت البلاد مؤخراً في محاولتها الانضمام إلى مجموعة البريكس، وتدهورت علاقاتها مع بعض حلفائها السابقين، بما في ذلك روسيا. وفي الوقت نفسه، تتزايد الضغوط الدولية على الجزائر بسبب دعمها لجبهة البوليساريو. ولذلك فإن زيارة كوشنر وإيفانكا للداخلة هي أكثر بكثير من مجرد محطة سياحية بسيطة؛ إنها تمثل رمزا لتعزيز التعاون بين البلدين والرؤية المشتركة بشأن القضايا الجيوسياسية والاقتصادية للمستقبل. ويبدو أن المغرب، باعتباره محور الاستقرار الإقليمي، أصبح لاعبا أساسيا في سياق السياسات الجيوسياسية بشمال أفريقيا.