رغم التطور العمراني الكبير الذي شهدته مدينة مراكش، وملامستها للعالمية بفضل مكانتها السياحية المرموقة، وتحولها لعاصمة متميزة للاحداث الدولية والمؤتمرات المصيرية في هدة مجالات، الا ان مجموعة من المظاهر تستدعي وقفة حقيقية، على أمل التحرك من اجل التخلص منها خدمة للمدينة وساكنتها.
ومن ضمن هذه المظاهر الغريبة والشاذة، هو حمل مجموعة من الاحياء بالمدينة، لاسماء غريبة، او توحي بانها جزء لا يتجزأ من جماعات قروية او بلدات هامشية، وليس أحياء وسط مدينة من حجم وقيمة مدينة مراكش، حيث لا زل وصف الدوار لصيقا بمجموعة من الاحياء رغم تواجدها داخل المدار الحضري ، بل ان بعضها يوجد في قلب المدينة واشهر مقاطعاتها، من قبيل مقاطعة جليز التي طالما اعتبرت مرادفا للمظاهر العصرية منذ بداية القرن الماضي.
ومن أبرز هذه الامثلة دوار بوعكاز بمقاطعة المنارة، ودوار اشعوف بنفس المقاطعة وفي حين مختلفين بالعزوزية و المحاميد، ودوار الظلام بمقاطعة سيدي يوسف وإن كانت جماعة مراكش قد اوجدت له بالفعل اسما جديدا، ودوار ايزيكي ودوار العسكر، ودوار الحرش بتراب مقاطعة المنارة ، ودوار الكدية ودوار السراغنة، ودوار سيد الضو، ودوار اكيوض بتراب مقاطعة جليز ،ودوار كنون بمقاطعة النخيل، ودوار حاحا، ودوار تاكوتات بمقاطعة المنارة، فضلا عن مناطق اخرى باسماء غريبة ومسيئة من قبيل شاريج البقر وديور المساكين، وقبور الشو.
وإن كانت بعض الاسماء على غرابتها في المدينة العتيقة قد تبدو مفهومة لاسباب تاريخية وثقافية، ويمكن التساهل معها لان المدينة العتيقة لها خصوصيتها، الا ان الاسماء ذات الحمولة القروية في الاماكن العصرية صارت مسيئة لهذه المناطق وساكنتها، حتى ان بعض الوافدين على مراكش والباحثين عن الاستقرار فيها او الاستثمار، صار الكثير منهم يتفادون هذه المناطق فقط بسبب اسماءها التي توحي بانها مناطق هامشية ودون المستوى، وهو ما يقف حجرة عثرة امام تقدم هذه الاحياء بشكل من الاشكال.
وفي ظل تواجد مجموعة من الاسماء المشرفة التي طبعت تاريخ المدينة في مختلف المجالات، فإن اطلاق اسمائها او اية اسماء اخرى مشرفة على هذه المناطق يبقى السبيل الامثل لتغيير النظرة السطحية حول هذه الاحياء ، وهو ما يستوجب من المجلس الجماعي لمراكش ومجالس المقاطعات المعنية، التفكير بجدية في هذا الامر للقطع مع هذه المظاهر المسيئة للعديد من الاحياء.