حداد في أوساط طب العيون بالمغرب بعد وفاة الدكتور المعروف محمد الزهيري

فُجعت أسرة طب العيون في المغرب يوم الخميس 29 غشت 2024 بفقدان الدكتور محمد الزهيري، الذي وافته المنية بإحدى الوحدات الصحية بالمكسيك. ويعتبر الدكتور محمد الزهيري من الشخصيات البارزة في مجال طب العيون على المستويين الوطني والدولي، حيث اشتهر بكونه أحد أبرز الأعلام في تخصص علاج داء الزرق(الغلوكوما)، وتميز بإسهاماته الجليلة وتفانيه اللامحدود في تطوير […]

حداد في أوساط طب العيون بالمغرب بعد وفاة الدكتور المعروف محمد الزهيري
   kech24.com
فُجعت أسرة طب العيون في المغرب يوم الخميس 29 غشت 2024 بفقدان الدكتور محمد الزهيري، الذي وافته المنية بإحدى الوحدات الصحية بالمكسيك. ويعتبر الدكتور محمد الزهيري من الشخصيات البارزة في مجال طب العيون على المستويين الوطني والدولي، حيث اشتهر بكونه أحد أبرز الأعلام في تخصص علاج داء الزرق(الغلوكوما)، وتميز بإسهاماته الجليلة وتفانيه اللامحدود في تطوير هذا المجال على الصعيد الوطني، الأوروبي، الإفريقي، والشرق أوسطي. كان شغفه الكبير بالعلم والمعرفة والإنسانية دافعا رئيسيا للارتقاء بهذا التخصص إلى مستويات متقدمة. وبعد إتمام دراسته الجامعية بتفوق في كلية الطب بمدينة بوردو الفرنسية، قرر الدكتور الزهيري الاستقرار في مدينة المحمدية، حيث أسس مركزا متخصصا في علاج داء الزرق، بالإضافة إلى مصحة لطب وجراحة العيون التي حازت على سمعة تجاوزت حدود المملكة. وكان الفقيد رائدا في إطلاق أولى حملات الكشف المبكر عن الغلوكوما في جميع أنحاء المملكة، مما يعكس التزامه بالوقاية والتوعية بهذا المرض الصامت، من أجل صحة بصرية جيدة للمواطنين المغاربة. كما ساهم بشكل فعال، بشراكة مع المؤسسات العلمية الدولية، في تطوير الأساليب الحديثة لجراحة الغلوكوما. وبفضل التزامه الراسخ ومجهوداته المخلصة، كان الدكتور الزهيري أحد الأعضاء المؤسسين للجمعية المغربية لمرض الزرق التي ترأسها منذ عام 2020 وحتى وفاته. وقد حققت هذه للجمعية اعترافًا دوليًا واسعًا بفضل مشاركاتها المستمرة في المؤتمرات العالمية مما عزز مكانتها على الصعيد الدولي بشكل غير مسبوق. وعُرف محمد الزهيري قيد حياته بشغفه الكبير للتدريس ونقل المعرفة، وكان دائما ملتزما بمساعدة الأخصائيين، خاصة الشباب منهم، في تطوير مهاراتهم في علاج وجراحة داء الزرق سواء في المغرب أو خارجه. كما كان من أبرز المساهمين في إعداد المعايير الدولية المتعلقة بجراحة الزرق، وغالبا ما كانت تُعهد إليه أكثر الحالات تعقيدا نظرا لخبرته الفريدة في هذا المجال. وقد كانت مهارات الفقيد التكوينية وخبرته المتميزة محط تقدير كبير في مجلس طب العيون للشرق الأوسط وإفريقيا حيث شغل منصب نائب الرئيس، وكذلك في الجمعية الفرنسية للجلوكوما التي تم انتخابه كعضو في مجلس إدارتها سنة 2019. كما اعترفت الجمعية الأوروبية للجلوكوما بكونه وسيطًا وسفيرًا لا غنى عنه لتنشيط قسم إفريقيا والشرق الأوسط ضمن اللجنة التابعة للجمعية والمخصصة للأنشطة خارج أوروبا. وكرس المرحوم حياته لنقل خبرته الواسعة في طب وجراحة العيون إلى الأجيال الصاعدة من زملائه، وكان دائمًا يسعى لتقديم خدمات طبية رفيعة المستوى لمرضاه وسيظل في قلوب أطباء العيون بالمغرب بمثابة أستاذ متواضع، دائم الاستعداد لدعم زملائه ومرضاه، روحه الطيبة والأخوية جعلت منه ليس فقط زميلًا متميزا ونموذجا يُقتدى به، بل أيضًا صديقا مخلصا وأخا لكل من عرفه وتعامل معه. واعتبرت نقابة اطباء العيون بالقطاع الخاص رحيل الدكتور محمد الزهيري، الذي كان مناضلًا غيورا على وطنه، خسارة غير مسبوقة لطب العيون في المغرب. ومع ذلك، فقد ترك وراءه إرثا علميا، أخلاقيا، ونضاليا كبيرا، و تعهدت النقابة بمواصلة عمله والسير على دربه بكل إخلاص واجتهاد متقدمة بأحر التعازي إلى زوجته الأستاذة الفاضلة أسماء الكتاني، إلى والدته الكريمة وجميع أفراد أسرته، وإلى جميع زملائه وأصدقائه.