خبير امني لـكشـ24: قرار ترامب بفرض الرسوم يكشف موقفا أمريكيا صارما تجاه نظام العسكر
قال عصام العروسي، المدير العام لمركز منظورات للدراسات الجيو-سياسية بالرباط والخبير في الشؤون الأمنية والعلاقات الدولية، إن الموقف الأمريكي من الجزائر لم يكن يوما مثاليا، سواء خلال فترة ترامب الأولى أو في المرحلة الراهنة، مشيرا إلى أن الشكوك ظلت حاضرة دائما في نظرة الجزائر إلى الشراكة الأمريكية المغربية، خصوصا مع التقارب المتزايد بين الرباط وواشنطن […]
kech24.com
قال عصام العروسي، المدير العام لمركز منظورات للدراسات الجيو-سياسية بالرباط والخبير في الشؤون الأمنية والعلاقات الدولية، إن الموقف الأمريكي من الجزائر لم يكن يوما مثاليا، سواء خلال فترة ترامب الأولى أو في المرحلة الراهنة، مشيرا إلى أن الشكوك ظلت حاضرة دائما في نظرة الجزائر إلى الشراكة الأمريكية المغربية، خصوصا مع التقارب المتزايد بين الرباط وواشنطن في السنوات الأخيرة.
وأوضح العروسي في تصريحه لموقع كشـ24، أن قرار الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على الصادرات الجزائرية إلى السوق الأمريكية، لا يمكن فصله عن دينامية أوسع تشمل أيضا دولا أخرى مثل تونس، التي فرضت عليها إجراءات مماثلة، رغم تقاسمها مع واشنطن المبادئ ذاتها، إلا أن الرسالة الموجهة من ترامب إلى الرئيس الجزائري، والتي خلت من أي صيغة بروتوكولية معتادة من قبيل التهاني أو عبارات المجاملة الدبلوماسية، تعكس بوضوح تحولا حادا في السلوك الأمريكي تجاه الجزائر.
واعتبر العروسي أن هذا التطور يندرج في إطار رؤية أمريكية ترى في الجزائر طرفا يزعزع الاستقرار في المنطقة، بسبب أدوارها في ملفات حساسة، خاصة دعمها لجبهة البوليساريو، التي تنطلق من أراضيها، وسماحها لنشاط تيارات إسلامية متطرفة برزت من داخل التراب الجزائري واتجهت نحو العمق الإفريقي، مما يهدد استقرار منطقة الساحل والصحراء.
وأشار الخبير المغربي إلى أن هناك اتجاها داخل دوائر صنع القرار في واشنطن، بما في ذلك داخل مجلس الشيوخ، يعتبر البوليساريو حركة انفصالية تحمل طابعا إرهابيا، وهو ما تجلى في الدعوة الأخيرة التي أطلقها أحد أعضاء الكونغرس بهذا الصدد، وأكد العروسي أن هذا التوجه قد يكون مقدمة لخطوات أكثر وضوحا، سواء في مجلس الأمن الدولي أو على صعيد تصنيف الكيانات الإرهابية.
وختم تصريحه بالتأكيد على أن عهد ترامب قد يكون بداية لمرحلة تراجع حاد في العلاقات الجزائرية-الأمريكية، وأن السلوك الأمريكي المرتقب سيحمل مؤشرات صريحة على رغبة واشنطن في إعادة رسم التحالفات الإقليمية في إفريقيا، بعيدا عن الجزائر، التي ينظر إليها بوصفها حليفا غير موثوق بسبب ارتباطاتها بروسيا وتيارات تقدمية معادية للنفوذ الأمريكي.