من المؤسف أن نرى في الوقت الذي يجتهد فيه المغاربة في الدفاع عن وطنهم وحماية سمعة بلادهم، يُستدعى فنان مثل الشاب بلال للمشاركة في فعاليات ثقافية وفنية داخل المغرب، رغم تصريحاته السابقة المسيئة للمملكة، فتصريحات الشاب بلال على قناة جزائرية حملت إساءة واضحة للمغرب، وهو أمر أثار استياءً كبيراً لدى المغاربة، الذين يعتبرون أن كرامة الوطن والمواطنين هي فوق كل اعتبار.
إحياء الشاب بلال لحفلين في المغرب، الأول في ملهى ليلي بمراكش يوم 18 أكتوبر والثاني في “الملتقى الوطني للتفاح” بميدلت يوم 19 أكتوبر، يثير تساؤلات جدية حول المعايير التي يتم اعتمادها في اختيار الفنانين المشاركين في هذه الفعاليات. كيف يمكن استدعاء فنان أساء للمغرب وشعبه، ليقف على منصات حفلاته ويمتع الجمهور الذي تعرض للإهانة من طرفه؟
العديد من النشطاء المغاربة أبدوا رفضهم الشديد لاستضافة الشاب بلال، معتبرين أن هذا التصرف غير مقبول تماماً. كيف يمكن أن يُعطى شخص يفتقد للاحترام تجاه المغرب فرصة للوقوف على منصاتنا الفنية وإحياء حفلات داخل بلادنا؟ هذا التناقض يضرب في عمق شعور الوطنية ويمس الكرامة المغربية.
هناك مطالب متزايدة على مواقع التواصل الاجتماعي لمنع الشاب بلال من إحياء أي حفلات أو المشاركة في أي فعاليات داخل المغرب، خاصةً بعد أن أساء علانية لرموز البلد ووحدته، ويمثل ذلك بالنسبة للكثيرين إهانة مزدوجة: إهانة بالكلام، وإهانة بالسماح له بالمشاركة في مناسبات فنية وثقافية مغربية.
من الضروري أن تكون هناك وقفة حازمة أمام مثل هذه المواقف، فكرامة الوطن لا تُساوَم، ويجب أن يتم اتخاذ قرارات صارمة تجاه أي شخص أو فنان لا يحترم المغرب والمغاربة. ليس من المنطقي أن نسمح لمن أهاننا بأن يعتلي مسارحنا ويغني لجماهيرنا.
وأثار استدعاء المغني الجزائري الشاب بلال لإحياء فعاليات النسخة الرابعة من “الملتقى الوطني للتفاح” بميدلت، المقرر تنظيمه في 19 أكتوبر، موجة جدل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب العديد من النشطاء بمنع ظهوره على المنصة بسبب تصريحاته السابقة المسيئة للمغرب.
ويعود هذا الجدل إلى مقابلة أجراها بلال مع قناة الشروق نيوز الجزائرية في مايو 2016، حيث سخر من فكرة الحصول على الجنسية المغربية، وقال إنه “لا يحتاجها” وأنه سيحصل عليها فقط إذا كانت تقدم له كل شيء بالمجان، هذه التصريحات أثارت استياء المغاربة، الذين اتهموه بالتنكر لدورهم في شهرته وانتشار أغانيه.
ورغم أن الشاب بلال حاول لاحقاً توضيح موقفه من خلال مقطع فيديو قال فيه إن “الجنسية المغربية في قلبه” واعتبر أن تصريحاته السابقة قد أسيء فهمها، إلا أن الكثيرين لا زالوا يعبرون عن رفضهم لاستقباله في المهرجانات المغربية، معتبرين أن كرامة المغرب وهويته الوطنية تمس في هذه القضية.
السعدية فنتاس