تتواصل مظاهر الفوضى، التي يشهدها شارع الداخلة المعروف بـ”الأحباس” بحي المسيرة بمراكش، بسبب هيمنة “الفرّاشة” وأصحاب العربات وطاولات عرض السلع على أرصفته وجزء من الطريق نهارا، وانتشار مخلفاتهم في كل شبر من الشارع بعد مغادرتهم ليلا.
ورغم الحملات التي تقوم بها سلطات المنطقة للقطع مع هذه الفوضى، إلا أن إصرار الباعة المتجولين و”الفرّاشة” تجاوز تدخلات السلطات، إذ لا يكاد هؤلاء يبرحون الشارع المذكور في إطار حملة محاربة ظاهرة احتلال الملك العمومي، حتى يسارع المتربصون بأخذ مواقعهم من جديد، وعيونهم تراقب أي حركة غير عادية من شأنها التأشير على عودة “أصحاب الحال” لمصادرة المعروضات والسلع.
والمثير في الأمر، أن هؤلاء الباعة الذين ألفوا على امتداد سنوات احتلال الشارع المذكور، يعتبرون تواجدهم حقا مكتسبا بالنظر لمدة الإستغلال الطويلةّ، ومن تمة إبداء إصرار غريب على الإستمرار في تواجدهم بمواقعهم ضدا على إرادة ”الطرد” المعلنة من أهل الحل والعقد بالمدينة.
التصرفات اللامسؤولة للباعة المتجولين، حولت شارع الأحباس، إلى سوق عشوائي ومزبلة كبيرة، بحيث يصبح الشارع على طوله بعد مغادرة “الفراشة” عبارة عن مطرح للنفايات، يشوه الشارع الذي يعتبر من بين الشوارع الكبيرة بمدينة مراكش، ناهيك عن الإزدحام المروري الذي يتسببون فيه بسبب نزول بعضهم للمسار المخصص للسيارات.
ولا تقف الفوضى التي تنتج عن انتشار “الفراشة” وأصحاب العربات، بشارع الأحباس، عند عرقلة حركة السير أو انتشار الأزبال، إذ يؤدي ذلك إلى تنامي ظواهر سلبية أخرى مثل تفشي السرقة وتكاثر اللصوص والنشالة والتحرش الجنسي بالنساء والفتيات، بسبب الاكتظاظ الذي يشهده الشارع، وكل ذلك في ظل غياب مراقبة صارمة وتدخلات حازمة من طرف سلطات المنطقة.
وفي الوقت الذي استنكر فيه نشطاء التصرفات اللامسؤولة للباعة المتجولين بالشارع المذكور، الذين لم يكتفوا باحتلال أرصفة الشارع وطمس معالمه، وعرقلة حركة السير، بل تعدوا ذلك إلى نشر النفايات وتقويض جهود عمال النظافة، شدد البعض الآخر على أن أساس المشكل هو افتقار سلطات المدينة الحمراء لرؤية واضحة في التعامل مع هذه الظاهرة التي تنتشر في شوارع وأحياء كثيرة بالمدينة، وليس فقط شارع “الأحباس”، وحول المدينة الحمراء إلى دوّار كبير.
وأكدوا، على أن السلطات مطالبة بالتدخل العاجل لوضع حد لهذه الفوضى، ليس عن طريق الحملات المحتشمة التي سرعان ما يختفي أثرها، لكن بالعمل على إيجاد حلول جذرية، من شأنها أن تضمن كرامة هذه الفئة وتحافظ على مصدر رزقها.