هبة بريس-يوسف أقضاض
تبدو زيارة رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، إلى الجزائر يوم غذ الخميس 5 دجنبر الجاري، بمثابة محاولة جديدة من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لاستعادة بعض من مكانة بلاده المفقودة على الساحة الدولية، بعد سلسلة من الهزائم الدبلوماسية في ملف الصحراء المغربية.
يسعى رئيس جمهور الجزائر، تبون، لتقليد أسلوب زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب في أكتوبر الماضي، طالب بعقد جلسة خاصة للبرلمان الجزائري ليلقي رامافوزا خطابًا مشابهًا لذلك الذي ألقاه ماكرون أمام البرلمان المغربي.
تسعى الجزائر من خلال هذه الزيارة إلى تحسين صورتها في محيطها الإقليمي والدولي، خصوصًا بعد تصاعد التأييد الدولي لمغربية الصحراء، وسحب العديد من الدول اعترافها بالجمهورية الوهمية، في الوقت الذي تواصل فيه المملكة المغربية حشد التأييد الدولي لحل النزاع في إطار الحكم الذاتي.
لكن المحللين السياسيين يرون أن الجزائر قد تكون على وشك الوقوع في فخ آخر من الفشل الدبلوماسي. بحسب هؤلاء الخبراء، فإن زيارة رامافوزا قد لا تكون سوى محاولة خادعة للحفاظ على ماء وجه الجزائر بعد الانتكاسات المتتالية، خصوصًا أن جنوب إفريقيا نفسها تشهد انقسامات داخلية بشأن قضية الصحراء.
وتتزايد الأصوات في جنوب إفريقيا التي ترى أن الموقف الرسمي للحكومة في ما يتعلق بالصحراء المغربية، ليس سوى نتيجة لضغوط سياسية ومالية من الجزائر، ولا يعكس قناعة حقيقية.
ويؤكد البعض في جنوب إفريقيا على أهمية تعزيز علاقات بلادهم مع المغرب، الذي كان له دعم تاريخي كبير في نضال نيلسون مانديلا ضد نظام الفصل العنصري.
الواقع أن الجزائر تجد نفسها محاصرة بين مطرقة الفشل الدبلوماسي وسندان الانقسامات الداخلية في حلفائها التقليديين. وهو ما يجعل من هذه الزيارة فاشلة بل قد تُعدّ بمثابة هدر آخر لموارد الشعب الجزائري في سعي لا يبدو أنه سيحقق أهدافه المأمولة.