سطات…حدائقٌ تحتضر ودوابٌ بالشوارع تنتشر

محمد منفلوطي_ هبة بريس هي مدينة سطات، التي لازالت تعاني الويلات نتيجة سياسة الترقيع والاهمال والتهميش، مدينة بات عنوانها الأبرز مظاهر البداوة التي تعود للعصور القديمة. هي مدينة سطات، التي يجد السطاتيون من أبنائها الغيورين، صعوبة بالغة في الحديث عن شيء جميل أنجز بمدينتهم، سوى التراجع الكبير الذي عرفته على مجالات عدة. ويكاد يجزم المرء بأن المرافق الحيوية الضرورية للمواطنين طالها النسيان، وتحولت انتظاراتهم وتطلعاتهم لغد أفضل إلى مجرد أحلام وكوابيس، بعد تهميش المدينة وقتل الفضاءات الخضراء وتحويلها إلى مناطق قاحلة ومراع للأنعام والدواب والكلاب الضالة بشتى أنواعها وملاذا آمنا للمتشردين. هي مدينة سطات التي كانت تُعرف بمدينة البساتين، تحولت إلى مدينة تحتفظ بعدد من المشاهد العشوائية على رأسها انتشار العربات المجرورة بالدواب التي سخرها أصحابها لنقل المواطنين نحو الأحياء السكنية من أمام زنقة الذهيبية، ناهيك عن معضلة الباعة الجائلين والشاحنات المركونة بالشوارع محملة بالخضروات في خرق واضح للقوانين الجاري بها العمل. . بهوامش المدينة، هناك تجمعات أخرى للبهائم والمواشي والبناء العشوا

سطات…حدائقٌ تحتضر ودوابٌ بالشوارع تنتشر
   hibapress.com
محمد منفلوطي_ هبة بريس هي مدينة سطات، التي لازالت تعاني الويلات نتيجة سياسة الترقيع والاهمال والتهميش، مدينة بات عنوانها الأبرز مظاهر البداوة التي تعود للعصور القديمة. هي مدينة سطات، التي يجد السطاتيون من أبنائها الغيورين، صعوبة بالغة في الحديث عن شيء جميل أنجز بمدينتهم، سوى التراجع الكبير الذي عرفته على مجالات عدة. ويكاد يجزم المرء بأن المرافق الحيوية الضرورية للمواطنين طالها النسيان، وتحولت انتظاراتهم وتطلعاتهم لغد أفضل إلى مجرد أحلام وكوابيس، بعد تهميش المدينة وقتل الفضاءات الخضراء وتحويلها إلى مناطق قاحلة ومراع للأنعام والدواب والكلاب الضالة بشتى أنواعها وملاذا آمنا للمتشردين. هي مدينة سطات التي كانت تُعرف بمدينة البساتين، تحولت إلى مدينة تحتفظ بعدد من المشاهد العشوائية على رأسها انتشار العربات المجرورة بالدواب التي سخرها أصحابها لنقل المواطنين نحو الأحياء السكنية من أمام زنقة الذهيبية، ناهيك عن معضلة الباعة الجائلين والشاحنات المركونة بالشوارع محملة بالخضروات في خرق واضح للقوانين الجاري بها العمل. . بهوامش المدينة، هناك تجمعات أخرى للبهائم والمواشي والبناء العشوائي، مما يشكل بيئة غير صحية بفعل الانتشار الفظيع للفضلات ومخلفات الكلأ، ناهيك عن انتشار الكلاب الضالة والمتشردة التي اتخذت من المكان منطلقا لها صوب الأحياء السكنية لتحاصر ساكنتها خاصة المتوجهين منهم في الصباح الباكر إلى مقرات عملهم، وكذا التلاميذ فضلا عن المترددين إلى المساجد لأداء صلاة الفجر، الأمر الذي يضطر معه العديد من الآباء والأولياء للنهوض باكرا لمرافقة أبناءهم قصد حمايتهم من مهاجمة الكلاب الضالة لفلذات أكبادهم. الحدائق العمومية والمناطق الخضراء بمدينة سطات بدورها تحولت إلى مراعٍ للمواشي والأنعام بشتى أنواعها، أما البعض منها وخاصة المحادي للأحياء السكنية الشعبية فقد تحول إلى مطرح للنفايات ومجمع للأزبال، الأمر الذي ترتبت عنه نتائج سلبية أدت إلى تلوث المحيط البيئي بفعل انتشار الأكياس البلاستيكية والقارورات الفارغة مما أدى إلى القضاء على جمالية المكان وحرم ساكنة المدينة من التمتع بالاستراحة في ظل النفايات المتناثرة والمتراكمة في جنبات الحدائق العمومية كالتي توجد بالمدخل الشمالي للمدينة وكذا حدائق الأحياء بكل من حي الخير ومجمع الخير وغيرها... ومن بين ماتشكوه حدائق سطات وشوراعها، هو تعطيل إناراتها، وعطب وتكسير مصابيحها، وانتشار الدواب بها، حيث رصدت " هبة بريس"، عن قرب قطعانا من الدواب والكلاب الضالة وهي تعيث فسادا بمختلف الحدائق والشوارع والأزقة. نعم قد يفسر البعض تناولنا لهذا الموضوع بأنه تحامل على جهات معينة أو ماشابه ذلك، لكن الواقع غير ذلك، فإلى متى ستبقى مدينة سطات تعاني في صمت رغم تعاقب المجالس الجماعية؟ نعم قد نفهم جيدا حاجة كل مواطن للعيش الكريم سواء بمدينة سطات أو باقي المدن المغربية الأخرى، وقد نفهم جيدا أن هناك مجموعة من الإكراهات و المشاكل المتراكمة من نسب الفقر والبطالة التي تنخر جسد المجتمع السطاتي، لكن أن تُستغل هذه الظروف الاجتماعية والاقتصادية المزرية من طرف هؤلاء لتخريب المجال الحضري، والعودة بالمدينة إلى مظاهر البداوة خلال القرون الوسطى هذا أمر مرفوض جملة وتفصيلا....