كشف تقرير لصحيفة "الباييس" الإسبانية، نشره الصحفي خوان كارلوس سانز، أن المغرب قد اتخذ خطوات لتعزيز حدوده مع الجزائر، في ظل تصاعد التوترات العسكرية في المنطقة المغاربية.
وأوضح التقرير أن الرباط تشعر بوجود مؤشرات على تهديد جزائري قد يترجم إلى تصعيد مباشر، في خطوة قد تنقل الصراع الإقليمي إلى مرحلة جديدة من المواجهة.
أشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن الحدود بين البلدين، التي ظلت مغلقة لما يقرب من 25 عامًا، تشهد حالة من التوتر المتصاعد، في وقت حساس تشهد فيه المنطقة تغييرات استراتيجية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وقد عززت المملكة المغربية إجراءاتها الأمنية، حيث أعلن عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عن نشر نقاط متقدمة على الحدود مجهزة بأنظمة مراقبة إلكترونية وبصرية حديثة لرصد أي تحركات مشبوهة.
ووفقًا للتقرير، يبدو أن الجزائر تسعى إلى تحويل الأزمة الداخلية والصراع على السلطة الذي يعصف بنظام "الكابرانات" إلى توترات خارجية، ما يعكس محاولة لتخفيف الضغوط الداخلية التي يواجهها النظام الجزائري، بما في ذلك الأزمة الاقتصادية.
على الصعيد الدولي، تعرضت الجزائر لانتكاسات كبيرة في الآونة الأخيرة بعد تزايد الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، خاصة مع الدعم الذي تلقته الرباط من القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا.
وشكلت الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب ضربة موجعة لنظام العسكر في الجزائر، بعدما تم التأكيد على موقف فرنسا الثابت في دعم وحدة المغرب الترابية، ما جعل الجزائر تواجه عزلة دبلوماسية وأثر بشكل كبير على حساباتها السياسية.
التحركات على الحدود بين الجزائر والمغرب، وسط هذه الأوضاع الدقيقة، تشكل تهديدًا محتملًا للسلام والاستقرار في المنطقة، وتزيد من تعقيد المشهد الإقليمي، مما يجعل من الصعب التنبؤ بتطورات الموقف في المستقبل القريب.