اهتزت منطقة التجمع في القاهرة على وقع فضيحة مدوية، هزت مشاعر الرأي العام، بعدما ألقت الأجهزة الأمنية القبض على طبيب بتهمة استغلال بناته الثلاث جنسيا تحت التهديد وفرض قيود مشددة عليهن داخل منزله.
وتعد هذه القضية واحدة من أبشع الوقائع الإنسانية، حيث عاشت ثلاثة فتيات كابوسا مظلما خلف جدران منزل والدهن، حين استغل الأب الستيني، الذي يعمل طبيب نساء بإحدى الدول الأجنبية سلطته ومكانته الاجتماعية، ليحول فيلته في التجمع الخامس إلى سجن جنسي لبناته القاصرات.
ووفقا للتحقيقات، لم تملك الفتيات سبيلا للهرب، حيث استخدم الأب كل وسائل التهديد والعنف لإرهابهن وإجبارهن على الصمت حيال ما يعانينه من انتهاكات جسدية ونفسية.
كانت الفتيات حبيسات فيلا الأب، حيث عزلن عن العالم الخارجي تماما، وقطعت صلاتهن بأي دعم أو عون خارجي، ومع مرور الوقت، تصاعدت تجاوزات الأب ليحول حياة بناته إلى سلسلة من الاعتداءات المستمرة، مع تهديده المستمر بحبسهن أو فرض مزيد من العقوبات إذا كشفن عما يجري.
ورغم رعبهن، استطاعت إحداهن توثيق الاعتداء بكاميرا هاتفها، لتتمكن لاحقا من إيصال مقطع فيديو يرصد لحظة اعتداء والدها جنسيا على شقيقتها إلى إحدى السفارات الأجنبية، كون الفتيات الثلاث يحملن جنسية مزدوجة.
بدورها، اتخذت السفارة إجراءات سريعة وأبلغت السلطات المصرية التي تحركت على الفور، وتمكنت من القبض على الطبيب، وقد كشفت التحقيقات تفاصيل مروعة عن تصوير الأب لاعتداءاته والاحتفاظ بالفيديوهات، وإرسال رسائل تحمل مضامين تهديدية لهن أثناء وجودهن في المدرسة، لإبقاء خوفهن قائما ومنعهن من التفكير في كشف الحقيقة، وكان يرسل لهن رسائل غرامية أثناء وجودهن في المدرسة الأمريكية التي التحقن بها.
وواجهت الفتيات ضغوطا نفسية لا تطاق، حيث عانين من خوف دائم وحالة من العزلة التامة عن أي دعم نفسي أو اجتماعي، قبل إنقاذهن بفضل شجاعتهن في الإبلاغ عن تلك الجريمة، وتخضع الفتيات لرعاية طبية ونفسية خاصة لإعادة تأهيلهن نفسيا وتخليصهن من آثار الصدمة العميقة التي تركتها تلك التجربة القاسية.
وكشفت التحريات الأولية أن الطبيب يعمل في دولة أجنبية ويحمل جنسيتها، ويقيم في فيلا بأحد الكمبوندات الشهيرة بمنطقة القاهرة، ولديه 3 بنات يقمن معه في المكان ذاته.