عبد اللطيف الحموشي… المهندس الذي ارتقى بالمغرب إلى دولة الأمن والاستقرار
بقلم سعيد الوردي
عندما عصفت رياح الفوضى بكثير من دول المنطقة، ظنّ البعض أن المغرب سيكون الحلقة الأضعف في مواجهة تحديات الإرهاب والجريمة المنظمة، لكن سرعان ما تبيّن أن المملكة حصنٌ منيع بفضل مقاربة أمنية متفردة، صاغها بتوجيهات ملكية عبقرية جهازٌ مخضرم، يقوده رجل نادر في صمته، قويّ في فعله، إنه عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.
فما تحقق من أمن واستقرار لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة لرؤية استراتيجية شاملة، اشتغلت على تفكيك التهديدات الأمنية قبل وقوعها، واحتضان مفهوم حديث للأمن قائم على احترام الحريات وحماية الدولة في آنٍ واحد، مما جعل المغرب نموذجًا فريدًا في التوازن بين القوة الناعمة واليقظة الصارمة.
1 - كيف حوّل الحموشي المغرب من "دولة مستهدفة" إلى "دولة حصينة"؟
عقلية استراتيجية تواكب العصر
منذ توليه المسؤولية، فهم الحموشي أن المعركة ضد الجريمة والإرهاب لا تُخاض فقط بالسلاح والملاحقات، بل تحتاج إلى عمل استخباراتي استباقي، وإلى تحديث عميق في بنية الأجهزة الأمنية، وتعزيز الشراكات الدولية، وهو ما جعل المغرب اليوم أحد أكث
hibapress.com
بقلم سعيد الوردي
عندما عصفت رياح الفوضى بكثير من دول المنطقة، ظنّ البعض أن المغرب سيكون الحلقة الأضعف في مواجهة تحديات الإرهاب والجريمة المنظمة، لكن سرعان ما تبيّن أن المملكة حصنٌ منيع بفضل مقاربة أمنية متفردة، صاغها بتوجيهات ملكية عبقرية جهازٌ مخضرم، يقوده رجل نادر في صمته، قويّ في فعله، إنه عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.
فما تحقق من أمن واستقرار لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة لرؤية استراتيجية شاملة، اشتغلت على تفكيك التهديدات الأمنية قبل وقوعها، واحتضان مفهوم حديث للأمن قائم على احترام الحريات وحماية الدولة في آنٍ واحد، مما جعل المغرب نموذجًا فريدًا في التوازن بين القوة الناعمة واليقظة الصارمة.
1 - كيف حوّل الحموشي المغرب من "دولة مستهدفة" إلى "دولة حصينة"؟
عقلية استراتيجية تواكب العصر
منذ توليه المسؤولية، فهم الحموشي أن المعركة ضد الجريمة والإرهاب لا تُخاض فقط بالسلاح والملاحقات، بل تحتاج إلى عمل استخباراتي استباقي، وإلى تحديث عميق في بنية الأجهزة الأمنية، وتعزيز الشراكات الدولية، وهو ما جعل المغرب اليوم أحد أكثر الدول أمانًا في العالم، بشهادة كبرى القوى الأمنية الدولية.
لقد قاد الرجل ثورة صامتة داخل المؤسسات الأمنية، حيث دمج بين العمل الاستخباراتي والشرطي في مقاربة متكاملة، مستفيدًا من التطورات التكنولوجية، ومنفتحًا على التجارب العالمية، مما جعل المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (DGST) تُعرف دوليًا بجودة معلوماتها، ودقتها في تفكيك الشبكات الإرهابية قبل أن تتحول إلى خطر حقيقي.
تفكيك شبكات الإرهاب قبل تنفيذ عملياتها
بفضل مقاربة أمنية استباقية، أصبح المغرب نموذجًا عالميًا في مكافحة الإرهاب، حيث تم تفكيك مئات الخلايا المتطرفة قبل أن تنفذ عملياتها، مما جعله في منأى عن الهجمات التي ضربت أوروبا والشرق الأوسط. بل إن الدول الكبرى أصبحت تعتمد على المعلومات الاستخباراتية المغربية لتفادي ضربات إرهابية محتملة.
أمن المواطن في صلب الاهتمام
لم يكن اهتمام الحموشي منصبًّا فقط على الإرهاب، بل عمل على تحديث الجهاز الأمني ليكون أكثر قربًا من المواطن، فتم إطلاق برامج تدريب متطورة لرجال الشرطة، وإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في التتبع والمراقبة، وتعزيز مراكز القيادة والتنسيق، مما ساهم في خفض معدلات الجريمة، وتحديث أساليب التدخل الأمني، بعيدًا عن المقاربة التقليدية.
2 - الحموشي وصناعة "القوة الناعمة الأمنية" للمغرب
لم تعد وظيفة الأمن في المغرب مقتصرة على ضبط الداخل، بل تحولت إلى أداة قوة ناعمة تمتد إقليميًا ودوليًا، حيث أصبحت الأجهزة الأمنية المغربية شريكًا استراتيجيًا للدول الكبرى في تبادل المعلومات ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
هذا النجاح جعل الحموشي يحظى بتقدير عالمي، حيث حصل على أرفع الأوسمة من دول مثل فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة، في اعتراف دولي بكفاءة الأمن المغربي، وبالتحول الذي عرفته المملكة في التعامل مع المخاطر الأمنية العابرة للحدود.
كما أن المؤسسة الأمنية المغربية، تحت قيادة الحموشي، لم تنخرط في القمع أو انتهاك الحريات، بل تبنت سياسة أمنية حديثة تحترم حقوق الإنسان، وتوازن بين الصرامة في تطبيق القانون، والانفتاح على المجتمع المدني، مما جعل صورة الشرطة المغربية تتغير بشكل جذري خلال العقد الأخير.
3 - السيرة الذاتية والفكرية لعبد اللطيف الحموشي
وُلد عبد اللطيف الحموشي سنة 1966 بمدينة تازة، وتخرج من جامعة فاس بشهادة في القانون العام، قبل أن يلتحق بجهاز المخابرات الداخلية سنة 1993، حيث تدرج في مختلف المناصب إلى أن أصبح مديرًا عامًا لمراقبة التراب الوطني سنة 2005.
وفي سنة 2015، عيّنه الملك محمد السادس مديرًا عامًا للأمن الوطني، ليجمع بين جهازين محوريين، ويقود أكبر عملية إصلاح في تاريخ الأمن المغربي.
اشتهر الحموشي بصمته وابتعاده عن الأضواء، لكنه في المقابل شخصية صارمة ودقيقة، تؤمن بالعمل الميداني، وبتطوير المؤسسة الأمنية لتواكب تحديات العصر.
حصل على عدة أوسمة دولية، من بينها وسام جوقة الشرف الفرنسي، ووسام الاستحقاق الأمني الإسباني، تقديرًا لجهوده في مكافحة الإرهاب، كما يُعتبر واحدًا من أبرز الأسماء الأمنية على الصعيد العالمي.
4 - الحصيلة: المغرب في أمان مع الحموشي
اليوم، يقف المغرب شامخًا كواحة استقرار وسط عالم مضطرب، بفضل منظومة أمنية متطورة يقودها عبد اللطيف الحموشي، الذي جعل المملكة تتبوأ مكانة رفيعة في مجال الأمن والاستخبارات.
نجاحه لم يكن فقط في التصدي للمخاطر، بل في تغيير العقلية الأمنية، ورفع الكفاءة المهنية لرجال الشرطة، وجعل المغرب شريكًا دوليًا موثوقًا في القضايا الأمنية.
في زمن تعيش فيه دول كثيرة تحت تهديدات الإرهاب والجريمة المنظمة، يمكن للمغاربة أن يناموا مطمئنين، لأن هناك رجلاً في الظل، يعمل بصمت، لكنه ينجح بصوت عالٍ... إنه عبد اللطيف الحموشي، مهندس الأمن المغربي الحديث.