غادية غير بالبركة.. مشاريع ومرافق بمراكش تُترك لمصيرها + صور

تعيش مدينة مراكش، ومعها ساكنتها، مفارقة صارخة بين مشاريع تُدشَّن بكثير من الاحتفال والوعود، وبين واقع مرير عنوانه الإهمال بعد قص الشريط، فمجموعة من المشاريع والمرافق التي رُصدت لها ميزانيات ضخمة وأُعلِن عنها كمكاسب تنموية للمدينة، باتت اليوم تُدار بالعشوائية أو تُرِكت لمصيرها المجهول، وكأن دور المسؤولين ينتهي بمجرد التقاط الصور عند الافتتاح. ولعل ما […]

غادية غير بالبركة.. مشاريع ومرافق بمراكش تُترك لمصيرها + صور
   kech24.com
تعيش مدينة مراكش، ومعها ساكنتها، مفارقة صارخة بين مشاريع تُدشَّن بكثير من الاحتفال والوعود، وبين واقع مرير عنوانه الإهمال بعد قص الشريط، فمجموعة من المشاريع والمرافق التي رُصدت لها ميزانيات ضخمة وأُعلِن عنها كمكاسب تنموية للمدينة، باتت اليوم تُدار بالعشوائية أو تُرِكت لمصيرها المجهول، وكأن دور المسؤولين ينتهي بمجرد التقاط الصور عند الافتتاح. ولعل ما يحدث في منتزه مولاي الحسن، شاهد على هذا الإهمال الذي يطال عدد من المشاريع بالمدينة الحمراء، وهو ليس سوى عينة من مشاريع تحوّلت بسرعة من مكسب إلى عبء، فرغم كونه من أبرز المتنفسات البيئية في المدينة، وموقعا مثاليا لترسيخ ثقافة الاستجمام في الفضاءات العمومية، إلا أنه اليوم يعاني في صمت، يعاني من إهمال وتراجع غير مفهوم، والمثير أن هذه الحالة لا تثير أي رد فعل يُذكر من قبل الجهات المعنية، وكأن هناك إجماعا غير معلن على ترك الأمور تسير نحو التلاشي. المنتزه المذكور شأنه شأن مشاريع ومرافق أخرى، تُترك لمصير مجهول بعد افتتاحها، كما هو الحال بالنسبة لملاعب القرب بتجزئة تيدلي رحال والمساحة الخضراء المحاذية لها على مستوى الطريق الرابط بين المحاميد والمسيرة، التي أصبحت مرتعا للفوضى في غياب التأطير والحراسة والصيانة، دون الحديث عن وضعية المساحات الخضراء الأخرى التي باتت منعدمة في مدينة مراكش نتيجة هذا الإهمال. وما يثير القلق أكثر، هو واقع بعض المسابح الجماعية إن لم نقل جلها، التي تحوّلت إلى “خربات” تديرها أياد غير مؤهلة، بل بلغ الأمر أن تُسير من طرف أشخاص من ذوي السوابق، في مشهد يعبّر عن فوضى واستهتار بالأمن والسلامة وبكرامة مرتادي هذه المرافق، وبدل أن تكون فضاءات للترفيه المراقب والنظيف، أصبحت محط شكاوى وتذمر من المواطنين، خاصة في فصل الصيف حيث تتضاعف الحاجة إلى مثل هذه الخدمات. إن ما يحدث في مراكش من تهميش لمجموعة من المشاريع والمرافق الحيوية، يطرح أكثر من علامة استفهام حول غياب رؤية واضحة للتدبير الحضري، وغياب ربط المسؤولية بالمحاسبة، ذلك أن التحدي الحقيقي لا يكمن في التدشين، بل في وضع آليات للمراقبة والتتبع والتقييم وضمان أن لا يتحول الاستثمار العمومي إلى مجرد هدر للمال العام، ومصدر للإحباط في صفوف الساكنة.