حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن النمو السريع للذكاء الاصطناعي "يتجاوز قدرتنا على إدارته"، داعيا إلى توحيد الجهود من أجل بناء مستقبل آمن وشامل لهذه التكنولوجيا.
وأكد غوتيريش، في كلمة، الخميس، أمام مجلس الأمن خلال اجتماع عقدته الولايات المتحدة، التي تتولى الرئاسة الدورية للمجلس خلال دجنبر، على ضرورة معالجة باقي المخاطر التي تهدد السلام والأمن والتي يفرضها الذكاء الاصطناعي.
وأوضح أنه "يجب على البشر أن يحتفظوا دائما بالسيطرة على وظائف صنع القرار، مسترشدين بالقانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، والمبادئ الأخلاقية".
وشدد المسؤول الأممي على أنه "لا ينبغي أبدا ترك مصير البشرية في يد الصندوق الأسود للخوارزميات".
وتطرق إلى الفرق الإيجابي الذي تحدثه أدوات الذكاء الاصطناعي في البلدان التي تعاني من الصراع وانعدام الأمن، بما في ذلك تحديد انعدام الأمن الغذائي والتنبؤ بالنزوح الناجم عن أحداث الطقس المتطرفة وتغير المناخ، محذرا في الوقت نفسه من أن هذه التكنولوجيا دخلت أيضا ساحة المعركة بطرق أكثر إثارة للقلق.
ولاحظ غوتيريش، في هذا الصدد، أن "إن توسع الذكاء الاصطناعي في أنظمة الأمن يثير مخاوف أساسية بشأن حقوق الإنسان والكرامة وسيادة القانون".
وأضاف أنه "لا يجوز لأي دولة تصميم أو تطوير أو نشر أو استخدام التطبيقات العسكرية للذكاء الاصطناعي في النزاعات المسلحة التي تنتهك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان".
واعتبر أن التنافس الجيوسياسي حول التكنولوجيات الناشئة لا ينبغي أن يتسبب في زعزعة السلام والأمن الدوليين.
كما حذر من أن سباق التسلح بالذكاء الاصطناعي "يخلق أرضا خصبة لسوء الفهم والتقدير والأخطاء"، مضيفا أن دمج هذه التكنولوجيا مع الأسلحة النووية "أمر مثير للقلق بشكل خاص، مع عواقب كارثية محتملة".