لقد كان لمجيء قائد قيادة السوالم الطريفية، التابعة نفوذيا لدائرة الساحل الطريفية، عمالة إقليم برشيد، الأثر العميق في زعزعة كيان الوسطاء وسماسرة البناء العشوائي، وكسر شوكتهم وكبح جماحهم، حول ما آعتادوه وعاهدوا أنفسهم عليه في السنوات الفارطة، التي كانت جماعة السوالم الطريفية، تعيش فيها على وقع مجموعة من الخروقات والتجاوزات الخطيرة، في مجال التعمير والبناء العشوائي، والتلاعبات المكشوفة في منح الأعداد الهائلة، من رخص الربط بالشبكة الكهربائية، ورخص الإصلاح خلال الفترة التي قضاها القائد السابق، الذي لعب دور الدينامو المحرك، لكل السيناريوهات التي كانت تخدم لوبي متمرس ومتحكم، وتلة من الوسطاء وسماسرة البناء العشوائي، باتفاق هذا الأخير مع بعض أعوان السلطة المحلية وأعضاء ومنتخبين بالمجلس الجماعي لذات الجماعة، للإلتفاف حول الظاهرة، وجعلها بمثابة المورد الرئيسي للإغتناء اللامشروع، في زمن قياسي ملحوظ، ما جعل مثال ” من أين لك هذا ” حاضرا بقوة.
فرغم الجهود الجبارة، التي ما فتئ قائد السوالم الطريفية يبذلها، فإنه وجد صعوبة كبيرة، لما راكمه سابقه من أخطاء فادحة في مجال التعمير، فصعب عليه إحتواء الوضع، نتيجة للتركة الثقيلة، التي ساهم فيها بعض المنتخبين وأعوان السلطة، التي لم تسطيع لا اللجن الإقليمية ولا المركزية إيقاف نزيفها من خلال عمليات الإفتحاص التي تباشرها، لمدة سنوات خلت دون أن يلوح في الأفق أي إجراء أو جزاء تأذيبي، في حق المخالفين المتورطين، الذين مازالوا ينعمون فرحين مسرورين، بما آكتسبوه من ريع البناء العشوائي الذي خفت حدته مع مجيء هذا القائد، نتيجة لصرامته وجرأة رئيسه رئيس دائرة الساحل الطريفية، في إتخاد القرارات الصائبة، وتحركاته الماراطونية المكثفة، التي تسعى إلى شل حركة وكبح جماح سماسرة ووسطاء البناء العشوائي، الذين إختفوا عن الأنظار وغادروا ” سوق عكاظ ” أو ” سيرڤيس ديميل” كما هو متداول بين المتوافدين على مقر الجماعة المشؤومة وكل الزائرين، فغاب فلان وفلان… وإختفوا عن الأنظار لدرئ الشبهات والإستمتاع بما جمعوه وحوشوه، من غنائم البناء العشوائي والأعمدة الكهربائية، والشواهد الإدارية وشواهد التقسيم، والتستر وغظ الطرف على مجموعة من الخروقات والتجاوزات، التي ما زال أصحابها خارج المساءلة القضائية.
ولعل أبرز مثال على جدية وممارسة، رئيس دائرة الساحل الطريفية، وقائد قيادة السوالم الطريفية، لمهامهما كما أعطاها لهما الدستور، سياسيا وقانونيا وإداريا، ما قاما به طيلة أيام هذا الأسبوع، من شهر نونبر لسنة 2024، من عمليات هدم متتالية ومتواصلة قل نظيرها، شملت أبنية مخالفة لظوابط البناء والتعمير، وأسوار وقائية وصناديق عشوائية، همت كل من دوار الخلايف ونظيره الكروشيين، والبراهمة وأولاد مسعود، تم القوة والغابة والرواݣلة تم الجديد والبوشتيين الرمل، وكانت تستغل كأوكار لممارسة الدعارة وتخزين وترويج الممنوعات.