قصف سيارة مدنيين موريتانيين يعجل بفشل الجزائر والبوليساريو في السياسة والميدان
هبة بريس - عبد اللطيف بركة
في خطوة تكشف حجم التخبط والتوتر داخل أروقة القيادة الجزائرية وجبهة البوليساريو، جاء الهجوم الأخير الذي استهدف سيارة مدنية تحمل ترقيمًا موريتانيًا بمثابة دليل على الانزلاق الخطير الذي وصل إليه الطرفان، في محاولة يائسة لإعادة فرض النفوذ عبر عمليات عسكرية غامضة ذات كلفة إنسانية باهظة.
مصادر متقاطعة أشارت إلى أن الحادث الذي أودى بحياة مدنيين موريتانيين ينحدران من مدينة ازويرات، جرى بمنطقة “ميجك”، وسط تضارب حول طبيعة السلاح المستخدم، بينما اتجهت بعض الروايات إلى اتهام سلاح الجو المغربي، كشفت معطيات ميدانية عن وجود مؤشرات على استخدام ذخيرة لا تحمل علامات تصنيع واضحة، ما يرجح فرضية تورط البوليساريو بسلاح مصدره الجزائر.
ويأتي هذا التطور بعد لقاء متوتر جمع زعيم البوليساريو بالرئيس الجزائري في قصر المرادية، لقاء لم يخلُ من تقريع حاد وتهديدات مباشرة عقب تزايد الضغوط الدولية على الجزائر بسبب تعقّد الملف الصحراوي، خصوصًا مع تراجع ثقة المجتمع الدولي في قيادة البوليساريو، وتنامي الدعوات لتصنيفها كمنظمة إرهابية.
مصادر مطلعة من داخل مخيمات تندوف تحدثت عن أجواء مشح
hibapress.com
هبة بريس - عبد اللطيف بركة
في خطوة تكشف حجم التخبط والتوتر داخل أروقة القيادة الجزائرية وجبهة البوليساريو، جاء الهجوم الأخير الذي استهدف سيارة مدنية تحمل ترقيمًا موريتانيًا بمثابة دليل على الانزلاق الخطير الذي وصل إليه الطرفان، في محاولة يائسة لإعادة فرض النفوذ عبر عمليات عسكرية غامضة ذات كلفة إنسانية باهظة.
مصادر متقاطعة أشارت إلى أن الحادث الذي أودى بحياة مدنيين موريتانيين ينحدران من مدينة ازويرات، جرى بمنطقة “ميجك”، وسط تضارب حول طبيعة السلاح المستخدم، بينما اتجهت بعض الروايات إلى اتهام سلاح الجو المغربي، كشفت معطيات ميدانية عن وجود مؤشرات على استخدام ذخيرة لا تحمل علامات تصنيع واضحة، ما يرجح فرضية تورط البوليساريو بسلاح مصدره الجزائر.
ويأتي هذا التطور بعد لقاء متوتر جمع زعيم البوليساريو بالرئيس الجزائري في قصر المرادية، لقاء لم يخلُ من تقريع حاد وتهديدات مباشرة عقب تزايد الضغوط الدولية على الجزائر بسبب تعقّد الملف الصحراوي، خصوصًا مع تراجع ثقة المجتمع الدولي في قيادة البوليساريو، وتنامي الدعوات لتصنيفها كمنظمة إرهابية.
مصادر مطلعة من داخل مخيمات تندوف تحدثت عن أجواء مشحونة أعقبت اللقاء، حيث عاد زعيم الجبهة على متن طائرة تجارية كراكب عادي، وهي إشارة رمزية تحمل دلالات كثيرة عن تراجع حظوته لدى النظام الجزائري.
وعلى الفور، عقدت قيادة الجبهة اجتماعات مغلقة في الرابوني لبحث تنفيذ "عملية نوعية" تلبي رغبة الجزائر في كسر الطوق السياسي الذي بدأ يُفرض عليها من جهات إقليمية ودولية.
غير أن العملية الأخيرة جاءت بنتائج عكسية، إذ أثارت موجة غضب في الأوساط الموريتانية، بعدما تأكد أن القذيفة المستخدمة لا تنتمي لأنظمة التوجيه الدقيقة المعروفة في الهجمات الجوية المغربية، بل تُشبه ذخائر المدفعية المتوسطة المدى التي تُصنّع محليًا في الجزائر وتُستخدم غالبًا في هجمات البوليساريو لتجنب أي دلائل تثبت تورط الجزائر المباشر.
القيادة العسكرية الجزائرية كانت قد أعلنت سابقًا عن تسليم البوليساريو راجمات مطورة محليًا مزودة بذخائر موجهة بالليزر، ما يفتح الباب أمام احتمال استخدام تلك الأسلحة في الهجوم، ويمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية إذا ثبت استخدام أسلحة جزائرية في استهداف مدنيين خارج نطاق النزاع.
الحادث، بدل أن يُشكّل ورقة ضغط على المغرب كما خططت له الجزائر والبوليساريو، تسبب في إحراج كبير لهما أمام الرأي العام الإقليمي والدولي، وعمّق من عزلتهما السياسية، بل دفع بالجارة موريتانيا بغلق حدودها الشمالية مع الجزائر بعد تأكدها ان هذه الأخيرة متورطة في قصف مدنيين ، ليكشف مرة أخرى محدودية جدوى الخيار العسكري في مواجهة مسار سياسي بات يتجه بقوة نحو تسوية أممية شاملة.