هبة بريس _ يسير الإيحيائي _
يبدو أن مغاربة العالم بدأوا يشكلون مراكز القرار في المغرب وتقييم سياساته العمومية، فبعدما كنا نرى في قبة البرلمان منصة لأعلى درجات المسؤولية التي يعين فيها مغاربة العالم ، ها نحن اليوم أمام نموذج جديد يفوق نواب الأمة إلى الإستوزار في مجال الإستثمار وتقييم السياسات العمومية للبلاد
.
"كريم زيدان" النموذج الطموح وصاحب الخبرة الكبيرة في مجال الهندسة الميكانيكية التي إكتسبها من إحدى أكبر الشركات العالمية المصنعة للمحركات بألمانيا يدخل التاريخ من بابه الواسع ليكون أول وزير منتدب على قطاع الإستثمار وهو ذاك المهاجر المغربي الذي عاش لأزيد من ثلاثين سنة في أوروبا دون أن ينسى وطنه الأم أو تنسيه طوال السنين ما ينتظره منه هذا الوطن.
إنه مثال حي للكفاءات والنباغة المقرونة بالنجاح المتواصل في الميدان الذي إشتغل فيه وأعطى الكثير لأجله بدافع الحب والإهتمام، فما ذهبت هجرته ولا تجاربه سدى أنستها الأيام والسنين ، بل ساقته إلى مساهمة فعلية في تطوير قطاع الإستثمار والنهوض به إلى أعلى المستويات حاملا معه ما في جعبته من التجارب ليتقاسمها مع الوطن، إنها قمة المواطنة وفخر الإنتماء اللذان يتميز بهما الرجل وهو الذي كان يعيش حياة كريمة هناك في "ميونخ" ويحظى بإحترام الجميع.
إزداد "كريم زيدان" في "سوق الأربعاء الغرب" سنة 1969 من والدين ينحذران من مدينتي فاس _ القنيطرة ، إذ تلقى تعليمه الأولي والإعدادي في المؤسسات التعليمية بسوق الأربعاء الغرب أو ما يحلو لشباب المدينة في زمننا هذا أن يطلقوا عليها "لاربعا سيتي"، تلك المدينة الصغيرة الهادئة التي تمتزج بجوها الساحلي لقربها من بعض الشواطئ المعروفة وجوها الفلاحي لأنها من أشهر المناطق المغربية المعروفة بالإنتاج الزراعي.
وحيث أن المغرب أصبح وجهة لعدد من العلامات العالمية المعروفة في صناعة السيارات سيما في منطقة "سيدي يحيى الغرب" و"طنجة" إضافة إلى الدار البيضاء، ناهيك عن توجه المملكة إلى الإستثمار في قطاع الطائرات والمحركات الأخرى، كان لا بد من تعيين وزير ذا تجربة في الميدان، بحيث يرى متتبعون لملفات الإستثمار بالمملكة أن "كريم زيدان " يعتبر الرجل المناسب في المكان المناسب وينتظر منه إعطاء دفعة نوعية لهذا القطاع الذي يشغل الآلاف من اليد العاملة على المستوى الوطني ويقود الريادة على مستوى القارة الإفريقية برمتها.