نشر المجلس الأطلسي (مركز أبحاث أمريكي)، مؤخرا، تقريرا تحت عنوان “لماذا قد تزداد أهمية المغرب بالنسبة لواشنطن خلال عهد ترامب الثاني؟”. وحسب التقرير، فقد أبدى القادة الأوروبيون، إلى جانب رسائل التهنئة التي أطلقوها، قلقهم بشأن التعريفات الجمركية ومصير ملف أوكرانيا.
ورحب العديد من زعماء الشرق الأوسط بعودة ترامب. وسارع الزعماء الأفارقة في نيجيريا وإثيوبيا والسنغال وكوت ديفوار ومصر وغيرها إلى تهنئة ترامب بعد فوزه في الانتخابات، ولكن على نطاق أوسع، قد يتبنون نهج الانتظار والترقب بشأن الإدارة الجديدة. ومع ذلك، هناك دولة أفريقية واحدة على وجه الخصوص قد يتعزز موقفها في واشنطن والعالم بفضل رئاسة ترامب الجديدة.
المغرب هو أحد أقدم حلفاء الولايات المتحدة ، حيث كان من أوائل من اعترفوا باستقلال الأمة الشابة في عام 1777 عندما فتح السلطان محمد الثالث موانئ المغرب أمام السفن الأمريكية. وفي عام 1786، أصبح هذا الاعتراف الضمني رسميًا بتوقيع معاهدة السلام والصداقة، والتي لا تزال سارية حتى اليوم. كما يلعب المغرب، الذي تم تعيينه حليفًا رئيسيًا من خارج حلف شمال الأطلسي في عام 2004، دورًا مهمًا في أنشطة الولايات المتحدة، بما في ذلك في الحرب الدولية ضد الإرهاب.
وحسب تقرير المجلس الأطلسي، سيكون للمغرب دورا محوريا فـي استراتيجية ترامب في الشرق الأوسط، حيث نجحت المملكة فـي عهد الملك محمد السادس، فـي إرساء دور مستقبلي لنفسها يتجاوز الشرق الأوسط إلى حد كبير.
وفـي سياق متصل، واصل المغرب تعميق بصمته الإفريقية منذ عودته إلى الاتحاد الإفريقي، وهو ما دفع فرنسا إلى أن تأخذ ف الاعتبار دور المغرب في مختلف أنحاء القارة، ثم الاعتماد عليه كوسيلة لاستعادة نفوذها المفقود في أفريقيا، وخاصة بمنطقة الساحل.
ووفقا للورقة البحثية للمجلس الأطلسي، قد تحذو واشنطن حذو فرنسا، خاصة فـي ظل مبادرة الوصول إلى الأطلسي التي أعلن عليها المغرب فـي نونبر 2023، والتي ستتطلب بلا شك التنسيق مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى مبادرات وتحديات أخرى يمكن للولايات المتحدة والمغرب التعاون بشأنها، بما في ذلك محاربة التهريب الدولي للمخدرات من أمريكا الجنوبية وعبر منطقة الساحل – والتي أصبحت مرتبطة بشكل متزايد بالحركات الإرهابية التي كانت تزرع الفوضى في منطقة الساحل منذ عشرين عامًا.
وأضاف التقرير البحثي، أن الكيفية التي تتعامل بها إدارة ترامب مع هذه المشاريع الأطلسية ستحدد اتجاه علاقة الولايات المتحدة بالمغرب بسبب الدور المركزي الذي تلعبه الرباط في هذه المبادرات.
وفيما يخص قانون خفض التضخم حسب تطلعات ترامب، فقد يؤثر أيضًا على مكانة المغرب على خريطة واشنطن، حيث استفاد الاقتصاد المغربي من قانون خفض التضخم، الذي يعتمد، من بين أمور أخرى، على الإمدادات من البلدان المرتبطة باتفاقيات التجارة الحرة مع الولايات المتحدة، وهو ما جعل الشركات الصينية تتجه إلى المغرب، حيث قامت باستثمارات هناك للحفاظ على الوصول إلى الأسواق الأمريكية.
وفي الوقت نفسه، بالنسبة للمغرب، ساهم هذ الوضع فـي تعزيز خلق فرص العمل على أراضيه ونقل التكنولوجيا وعزز مكانته كلاعب رئيسي في الصناعة الخضراء في أفريقيا.