تستعد الولايات المتحدة لاستقبال واحدة من أهم الانتخابات الرئاسية في تاريخها المعاصر، حيث يتواجه الجمهوري دونالد ترامب مع الديمقراطية كامالا هاريس في سباق يتميز بتقلبات وتحولات غير مسبوقة، مما يضع مستقبل السياسة الأمريكية على المحك.
موعد الانتخابات الأمريكية
ستجرى الانتخابات في يوم الثلاثاء، 5 نونبر 2024، حيث سيصوّت ملايين الأمريكيين لاختيار رئيس جديد، إلى جانب انتخابات تشريعية لملء مقاعد في مجلس النواب الأمريكي وأخرى في مجلس الشيوخ.
ومن المتوقع أن تؤثر نتائج الانتخابات على توجهات السياسة الأمريكية في مجالات رئيسية مثل الاقتصاد والسياسة الخارجية وحقوق الإنسان.
ولايات ساحة المعركة الحاسمة
تشير التوقعات إلى أن المنافسة الحقيقية ستتركز في مجموعة من الولايات الرئيسية المتأرجحة، والتي تعرف بأنها “ولايات ساحة المعركة”، مثل بنسلفانيا، أريزونا، جورجيا، ميشيغان، وويسكونسن. يعتبر الفوز في هذه الولايات الحاسمة مفتاحًا لبلوغ البيت الأبيض، حيث تتأرجح نتائجها بين الديمقراطيين والجمهوريين.
تحديات خاصة تواجه المرشحين
تواجه كامالا هاريس تحديات غير مسبوقة كونها أول امرأة سوداء من أصول آسيوية تترشح للرئاسة، مما يجعلها عرضة لهجمات سياسية تركز على الجوانب الشخصية والهوية أكثر من السياسات.
من جهته، يسعى ترامب للعودة إلى البيت الأبيض بعد خسارته في 2020، محاولًا استعادة دعم القاعدة الشعبية التي جعلته ظاهرة سياسية مؤثرة.
ويعتمد ترامب بشكل كبير على رسائل تركز على الاقتصاد والأمن القومي لجذب الناخبين.
قضايا رئيسية تحكم السباق الانتخابي
تشمل أبرز القضايا التي تشغل اهتمام الناخبين الاقتصاد الأمريكي، الذي يواجه تحديات التضخم وتباطؤ النمو. كما تحتل قضايا مثل تغير المناخ، والرعاية الصحية، والهجرة، وحقوق الإجهاض مكانة بارزة في النقاشات الانتخابية، حيث يسعى كل من المرشحين لتقديم رؤيته حول هذه القضايا الشائكة التي تهم مختلف فئات الشعب الأمريكي.
ما الذي يحدث في يوم الانتخابات؟
في يوم الانتخابات، يتوجه غالبية الناخبين إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم. ومع ذلك، فإن نظام التصويت المبكر والتصويت عبر البريد أصبح أكثر شيوعًا منذ جائحة كوفيد-19، حيث يُتوقع أن يكون عدد كبير من الأصوات قد سُجل قبل يوم الانتخابات. هذا التنوع في طرق التصويت قد يؤدي إلى تأخر في عمليات الفرز وإعلان النتائج النهائية.
متى تغلق مراكز الاقتراع؟
تبدأ مراكز الاقتراع في إغلاق أبوابها من حوالي الساعة السابعة مساءً بالتوقيت المحلي لكل ولاية، ويستمر فرز الأصوات طوال الليل.
الاختلاف في التوقيت بين السواحل الشرقية والغربية يجعل من الممكن إعلان بعض النتائج الأولية قبل انتهاء التصويت في الولايات الغربية، مما يثير التساؤلات حول تأثير الإعلان المبكر للنتائج على باقي الناخبين.
تأخر إعلان النتائج
بسبب تزايد أعداد المصوتين عبر البريد والتصويت المبكر، قد يستغرق إعلان الفائز في الانتخابات عدة أيام. ففي انتخابات 2020، استغرق الإعلان عن فوز بايدن أربعة أيام بعد الانتخابات، إذ اعتمدت النتائج على انتهاء فرز الأصوات في ولاية بنسلفانيا، التي منحت بايدن العدد الكافي من أصوات المجمع الانتخابي.
الآثار المحتملة للنتائج
قد تؤدي نتائج الانتخابات الرئاسية إلى إعادة رسم التوجهات السياسية والاقتصادية للولايات المتحدة، خصوصًا في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية وتزايد التوترات الدولية. الفائز في الانتخابات سيواجه تحديات كبيرة تتعلق بتوحيد الأمة، واستعادة الثقة في المؤسسات، ومواجهة التغيرات المناخية، فضلاً عن تحديات الأمن القومي.
تعتبر الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 مفصلية، حيث ينتظر العالم بفارغ الصبر معرفة من سيتولى قيادة الولايات المتحدة في السنوات الأربع المقبلة، وما ستعنيه هذه النتيجة لمستقبل السياسة العالمية.