مراكش للأغنياء فقط

يبدو أن سحر وجمال مدينة مراكش لم يعد يستهوي سكانها، ففي الوقت الذي أضحت فيه المدينة وجهة سياحية عالمية بسبب جغرافيتها وموقعها وأجواءها وطابعها الذي تمتزج فيه الأصالة بالحداثة، تحولت من جهة أخرى إلى كابوس يومي يكعر صفو ساكنتها. إن مراكش التي أصبحت تتربع قوائم تصنيفات أفضل الوجهات العالمية ومادة دسمة بالنسبة لمواقع الترويج للمدن […]

مراكش للأغنياء فقط
   kech24.com
يبدو أن سحر وجمال مدينة مراكش لم يعد يستهوي سكانها، ففي الوقت الذي أضحت فيه المدينة وجهة سياحية عالمية بسبب جغرافيتها وموقعها وأجواءها وطابعها الذي تمتزج فيه الأصالة بالحداثة، تحولت من جهة أخرى إلى كابوس يومي يكعر صفو ساكنتها. إن مراكش التي أصبحت تتربع قوائم تصنيفات أفضل الوجهات العالمية ومادة دسمة بالنسبة لمواقع الترويج للمدن السياحية، وتستقطب ملايين السياح كل عام أضحت بمثابة خليط من العشوائية والفوضى بالنسبة لساكنيها الذين يعيشون ساعات من الجحيم في الشوارع بسبب مجموعة من المشاكل على رأسها البنية التحتية الطرقية والازدحامات المرورية ومشاكل النقل وضيق الطرق وغياب العديد من المرافق من بينها المراحيض العمومي، ناهيك عن الزحف العمراني على حساب المساحات الخضراء العمومية بمراكش الشيء الذي جعل هذه الأخيرة التي تعتبر متنفس الساكنة خاصة خلال فترات الصيف التي تعرف ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة شبه منعدمة، وكل عوامل تنعكس على راحة الساكنة. إن أي متتبع للشأن المحلي بمراكش سيلاحظ بدون شك الفرق الشاسع بين واقع المدينة الحمراء وبين تقارير المجلات والصحف العالمية التي تضعها على رأس قوائم أفضل الوجهات، الشيء يضعنا أمام “مدينة بوجهين” الأول مثالي وفخم يشهد تشييد أحدث الفنادق والمولات والمسابح والمتاحف والمطاعم والمقاهي ويستقطب نجوم عالميين ورجال أعمال فاحشي الثراء، والثاني يطبعه الجمود وتتخلله العديد من المشاكل والتحديات. وكان هذا الاختلاف في العديد من المناسبات مثار جدل في صفوف رواد مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات التي تعنى بالشأن المحلي المراكشي وهو مارصدته كشـ24 من خلال تعاليق متابعيها على مقالات من هذا القبيل وكان آخرها مقال حول تصنيف يضع مراكش على رأس قائمة أفضل المدن العالمية للاسترخاء والراحة، والتي انصبت جل التعاليق المتعلقة به في هذا الاتجاه. وفي هذا السياق، قال معلق: “لالا مراكش أصبحت مدينة لا تطاق….الاسترخاء لأصحاب الدولار والاورو اماً أصحاب الدرهم مابقا مايعجب فيها..الغلاا”. وأضاف معلق آخر: “امنييييين كثرة الدراجات وسرعتها الجنونية المتهورة وضجيجها وتضخم المدينة بجحافل المتسولين وفوضى المرور الناجم عن اكتظاظ المدينة بالسيارات وضيق الطرقات، وهلم جر من المشاكل التي صارت تعيشها المدينة في السنوات الاخيرة”، بينما قال آخر: “كانت مراكش من أجمل المدن المغربية…لكن اليوم أصبحت مدينة لا تطاق و ختلفة فى كل المجالات والمسؤولون لا يواكبون التطور لا فى البنى التحتية و لا فى مختلف الخدمات وأصبحت مراكش بقرة حلوب فقط وقد اعترف الكثير من السياح أن مدينة مراكش تعيش تحت رحمة التلوث البيئي فى السنوات الأخيرة  وربما بسبب سوء تدبير موضوع النفايات…وقد مررت مؤخرا عبر منطقة النخيل والله إلى حشمت نقول بلي راني فى مراكش كلشي مخفر كلشي مدكدك تقول تايطيحو القنابل فديك المنطقة…! واش مسؤولي البلدية و مسؤولي الداخلية( القايد و الوالي و العامل ) تايوصلو لديك المنطقة…؟”   وقال متابع لكشـ24 :”فعلا مدينة الراحة والاسترخاء لأصحاب الثروات الضخمة اما طبقة الكادحة فأصبحت مدينة العذاب والغلاء بالنسبة لهم”. ويطرح هذا الجدل الذي تحدثه المفارقات العديد من التساؤلات حول المعايير التي تعتمدها المجلات والمواقع العالمية في تصنيفاتها من جهة، ويطرح تساؤلات أخرى حول الأسباب التي جعلت مدينة مراكش تغرق في اختلالات جعلتها “مدينة بوجهين” في صورة لا تتناسب مع مكانتها  التاريخية.