في مدينة كحد السوالم، التابعة ترابيا لعمالة إقليم برشيد، فقط يمكن للزائر والمقيم، بأن يرى دروبها الهامشية ومدارسها ومؤسساتها التعليمية، المعدودة على رؤوس أصابع اليد الواحدة، تحولت بقدرة قادر، إلى بؤر للجريمة ومرتعا خصبا وملاذا آمنا، لترويج الشيشة الإلكترونية، وبيع وتوزيع مختلف أنواع الممنوعات، ليس فقط على مستوى تجزئة الحي الصناعي ونظيرتها فجر النصر، وتجزئة الزهراء والوحدة ورياض الساحل، والمنظر الجميل ومنطقة العمران المتاخمة، وحد السوالم المركز ” الكيلومتر 30 “، وتجزئة العمران والفضل وغيرهم كثير، بل المدينة بأكملها التي يطغى عليها طابع البدو و الترييف، صارت عاصمة للمخدرات والمخدرات الصلبة والقوية ذات التأتير المرتفع، والمشروبات الكحولية ومسكر ماء الحياة التقليدية الصنع، غير أن تحركات مصالح الدرك الملكي والسلطة المحلية، غالبا ما تقود إلى إعتقال مستهلكين و مدمنين، هم ضحايا أنفسهم قبل كل شيء، في حين يتناسل تجار ومروجي الممنوعات بشكل مريب، في هذه المدينة الهجينة و الواعدة، التي تعرف نموا ديموغراغيا متسارعا، وحركة عمرانية غير مسبوقة.
وقبل أيام دعا نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي، إلى التصدي إلى ما آلت إليه أوضاع جنبات ومحيط المؤسسات التعليمية، مطالبين الجهات المختصة، إلى تسطير برنامج عمل إستعجالي، لمراقبة محيط المؤسسات التعليمية، وتطهيرها من كل الأنماط الإجرامية الخطيرة، التي أضحت تعيش على إيقاعها هذه المؤسسات، وعلى رأسها ترويج المخدرات والشيشة الإلكترونية، حيث قال أحدهم في تدوينته، ” أين إختفت الصحافة الإلكترونية مع مصيبة الشيشة الإلكترونية والأطفال بحد السوالم “، وزاد أيضا في تدوينة مماتلة، ” مصيبة بحد السوالم الشيشة الإلكترونية تغزو محيط المؤسسات التعليمية بالمدينة “.
في مقابل ذلك أكد عدد من المتتبعين للشأن العام المحلي لجريدة كش 24، أن محيط أغلب المؤسسات التعليمية بحد السوالم، أصبح يعج بالمراهقين والمتسكعين، وبات مكانا لتعاطي وإدمان المخدرات، ما يشكل خطرا على التلاميذ والتلميذات المتمدرسين والمتمدرسات، وخاصة فئة التلميذات القاطنات بضواحي المدينة.
وأضافت المصادر ذاتها لكش 24، أن تنظيم دوريات أمنية بمحيط جميع المؤسسات التعليمية، أصبح أمرا ضروريا وملحا، لتطهير المحيط من جميع مظاهر الإجرام، كالسرقة وإعتراض سبيل المارة، والتحرش الجنسي بالتلميذات، مؤكدة المصادر أن الأمر أصبح مقلقا، خاصة في بعض المؤسسات التعليمية، ومنها الثانوية التأهيلية أولاد أحريز الغربية، والثانوية الإعدادية حد السوالم، ونظيرتها المنصور الذهبي، والثانوية التأهيلية المغرب العربي، حيث يجتمع يوميا عشرات الشباب غير المتمدرسين، لإنتظار التلميذات بمحيط المؤسسات المذكورة.
ومن جهة أخرى قالت المصادر، بأن ظاهرة إنتشار المراهقين والمتسكعين بمحيط المؤسسات التعليمية السالفة الذكر، أصبحت منتشرة بجميع المؤسسات بالإقليم، داعية السلطة المحلية ومصالح الدرك الملكي، إلى القيام بدوريات أمنية منتظمة، وبحملات تمشيطية واسعة بمحيط هذه المؤسسات، لتطهيرها من جميع المظاهر التي تسيئ إلى المدرسة العمومية.
ومما زاد أيضا من التسيب الأمني داخل هذا الفضاءات، إختراقها من طرف العديد من أصحاب العربات المجرورة بالخيول، التي تنقل العديد من سكان الأحياء الواقعة وسط المدينة وضواحيها، لتحط بهم الرحال داخل قيسارية الحي الصناعي الساحل، وبالضبط أمام الثانوية التأهيلية أولاد أحريز الغربية، والثانوية الإعدادية حد السوالم، أو بين الأزقة المحاذية لتجزئة الزهراء وتجزئة العمران، غير بعيد من إعدادية المنصور الذهبي، ونظيرتها الثانوية التأهيلية المغرب العربي، مع ما يرافق ذلك من إكتظاظ وإحتكاك وتسيب وخاصة في الفترة المسائية.
ولعل كل هذه العوامل، قد ساهمت في جعل المدينة تعاني من الكثير من مظاهر التسيب والإنحراف والإنحلال الخلقي، التي تتمثل في المعاكسات المتكررة للفتيات اللواتي يقصدن الفضاء للتسوق، أو لطلب العلم والمعرفة، والإزعاج اليومي الذي يتعرض له رواد الأسواق النموذجية، من طرف المتسولين والباعة المتجولين والحمقى أو المخبولين، ففضاءات وسط وجنبات المدينة، رغم إتساع أحيائها و كبر حجمها، وإستقطابها اليومي لمختلف الشرائح من سكان الدار البيضاء والمناطق المجاورة، وزوارها والوافدين عليها للتبضع وشراء اللحوم الحمراء، فإنها ما زالت تفتقد لعدة مرافق أمنية وشرطية.
و تعتبر الجماعة الحضرية حد السوالم، الواقعة غير بعيد من مدينة الدار البيضاء الكبرى، العاصمة الإقتصادية للمملكة، وقلب المغرب النابض، بمثابة البؤرة السوداء التي تفرخ أعدادا من متعاطي المخدرات والمجرمين، حيث يعتبرونها أرضا خصبة لترويج وتوزيع بضاعتهم المسمومة، فأحياؤها المترامية ” الوحدة و الزهراء وفجر النصر والسوق القديم ورياض الساحل” من أكثر الأحياء كثافة سكانية بالمنطقة، وصولا إلى تجزئة العالية الشاسعة والعمران المتاخمة، تصطف أزقة ونقط سوداء، يشتكي المارة منها كثيرا، إذ ما إن تغادرها دورية للدرك، حتى يأتي منها خبر سرقة أو خطف، أو إعتداء شنيع.