عاش سكان مدينة مراكش ليلة أمس الأحد 13 أكتوبر الجاري، ساعات عصيبة جراء الأمطار العاصفية التي ضربت المدينة، وأحدثت فوضى عارمة بمجموعة من الشوارع التي غمرتها المياه وتسببت في عرقلة وتوقف حركة السير بها.
الأمطار الرعدية التي حولت المدينة الحمراء إلى برك مائية كبيرة، وخلفت الكثير من الخسائر المادية في سيارات المواطنين والبنية التحتية، عرت عورة المجلس الجماعي للمدينة ومنتخبيها، الذين غابوا عن المشهد، بشكل ملفت للنظر، خصوصا بقنطرة تاركة التي شهد حادثا تَمثّل في “غرق” أربع سيارات.
ففي وقت كان يُفترض أن تكون عمدة مدينة مراكش، السباقة للتواجد في الصفوف الأمامية للتواصل مع المراكشيين وتقديم الدعم لهم، على غرار ما قام به الوالي فريد شوراق، أثار غيابها عن المشهد الكثير من علامات الإستفهام، بالإضافة إلى تقاعس بعض نوابها الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء الخروج لتفقد الأوضاع، مما يدفع المراكشيين للتساءل عن مدى كفاءة من أسندت لهم مهام تدبير شؤونهم خاصة في مثل هاته الأزمات.
وكشف تواري جل منتخبي المدينة الحمراء، عن الأنظار خلال الساعات العصيبة التي عاشها المراكشيين ليلة أمس، عن خلل في آليات التدبير الحقيقي للشأن المحلي بشكل جاد ومسؤول، في المدينة التي تعتبر إحدى أهم الوجهات السياحية العالمية، والتي تستعد لاحتضان تظاهرات عالمية وقارية، من قبيل كأس العالم 2030 وكأس أفريقيا 2025.
ومن شأن هذا الغياب، الذي بصم عليه صناع القرار السياسي بعاصمة النخيل ليلة أمس، أن يزعزع ثقة المواطن المراكشي في النخب السياسية التي كان من المفروض أن تكون بجانبهم في هكذا حالات، فضلا عن الوازع الأخلاقي الذي يفرض ضرورة هذا التواجد الذي من شأنه أن يضفي نوعا من الطمأنينة في نفوس المراكشيين.