هبة بريس-يوسف أقضاض
أثار قرار حكومة كيبيك تعليق برنامجين رئيسين للهجرة وتأجيل إصدار شهادات اختيار كيبيك حتى يونيو 2025 موجة من الاحتجاجات بين الجالية الجزائرية في كندا، حيث خرج مئات منهم إلى شوارع مدينة مونتريال للتعبير عن رفضهم لهذا القرار الصادم.
هذه الشهادات تعد من الوثائق الأساسية للحصول على الإقامة الدائمة في كندا، وهو ما شكل صدمة للعديد من الجزائريين الذين كانوا ينتظرون فرصة الاستقرار في هذا البلد.
وكانت الهجرة إلى كيبيك بمثابة أمل للكثيرين، الذين يبحثون عن فرص حياة أفضل بعيدًا عن الأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة في الجزائر.
أحد الجزائريين عبّر عن استيائه قائلاً: "جزائر دولة غنية بالبترول والغاز، هل رأيتم مواطني دول مثل قطر أو الكويت يطالبون بالإقامة في كندا؟"، في إشارة إلى ما يراه من تفاوت بين ثروات الجزائر والواقع الذي يعانيه المواطن.
احتجاجات الجالية الجزائرية لم تقتصر على إدانة قرار حكومة كيبيك فحسب، بل انتقد البعض الوضع في الجزائر، موجهين اللوم للحكام الذين يصفونهم بـ"الكابرانات"، متهمين إياهم بنهب ثروات الشعب وصرفها على أجندات خارجية بدلاً من تحسين الوضع الداخلي.
ورغم الموارد الطبيعية التي تمتلكها الجزائر، فإن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية دفعت العديد من الجزائريين إلى البحث عن حياة أفضل خارج وطنهم.
ووفقًا للمدون الجزائري ياسين كريمية، الذي يعيش في كندا منذ أكثر من عشر سنوات، فإن قرار حكومة كيبيك بتجميد برامج الهجرة يعد بمثابة "تجميد لعرف الهجرة نحو كيبيك"، مما يزيد من معاناة الجزائريين الذين يعتبرون كندا ملاذًا للهروب من تحدياتهم الداخلية.
تتضح من هذه الاحتجاجات حقيقة أن العديد من الجزائريين يشعرون بالحاجة الماسة للاستقرار بعيدًا عن الأزمات التي تواجههم في وطنهم، حيث يزداد الإحساس بالخطر في ظل القمع السياسي وانتشار البطالة والفقر.