تشهد العلاقات الإقليمية في منطقة المغرب العربي تحولات ملحوظة، مع تكثيف جمهورية الكابرانات لجهودها الدبلوماسية في محاولة لتشكيل تحالفات جديدة تعزز موقعها في المنطقة، وفي هذا السياق، جاءت زيارة رئيس نظام العسكر إلى موريتانيا لتثير تساؤلات حول أبعادها وأهدافها السياسية والاقتصادية.
وتحمل هذه الخطوة وسط حديث عن تحالف ثلاثي يضم جمهورية الكابرانات وتونس وليبيا، مع استبعاد المغرب، وتأتي الزيارة في ظل علاقات مغربية موريتانية متينة، حيث يعزز البلدان تعاونهما السياسي والاقتصادي، وهو الشيء الذي يضع موريتانيا في قلب الحسابات الاستراتيجية للجزائر.
وفي هذا السياق، صرح محمد نشطاوي، أستاذ القانون الدولي بجامعة القاضي عياض بمراكش، لموقع “كشـ24″، أن زيارة الرئيس الجزائري إلى موريتانيا كانت متوقعة، بالنظر إلى الأهداف السياسية والاقتصادية التي تقف وراءها، موضحا أن الجزائر، التي ساهمت في تعطيل اتحاد المغرب العربي، تسعى لتشكيل تحالف ثلاثي يضم ليبيا وتونس، مستبعدة منه المغرب.
وأضاف نشطاوي أن زيارة الرئيس الجزائري إلى موريتانيا تهدف إلى تضييق الخناق على المغرب من خلال محاولة استقطاب موريتانيا إلى التحالف الذي تسعى الجزائر لتشكيله، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تأتي في ظل العلاقات المتينة التي أصبحت تجمع المغرب وموريتانيا، إلى جانب التفاهمات السياسية والاقتصادية التي تعززت بعد زيارة رئيس البرلمان الموريتاني إلى المغرب.
وأكد أستاذ العلاقات الدولية، أن الجزائر في ظل العزلة الإقليمية والدولية التي تعيشها، تسعى إلى تضييق الخناق على المغرب من خلال استمالة موريتانيا إلى تحالفها، موضحا أن موريتانيا تعد ذات أهمية استراتيجية للمغرب، إذ تشكل بوابة عبور للسلع والخضروات والمنتجات المغربية نحو بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، كما تحتل موريتانيا موقعا حيويا في إطار المبادرة الأطلسية التي أطلقها جلالة الملك لتعزيز التعاون مع دول الساحل والصحراء.
وأشار ذات المتحدث، إلى أن موريتانيا تتميز بموقف محايد نسبيا في تعاملها مع مرتزقة البوليساريو، مضيفا أن هناك مؤشرات وتصريحات تفيد بأن موريتانيا قد تتجه نحو سحب اعترافها بالكيان الوهمي، موضحا أن الرئاسة الجزائرية تدرك أهمية هذا التحول وتحاول جاهدة العمل على تحييد موريتانيا.
كما لفت نشطاوي، إلى أن الجزائر تراهن على موريتانيا للوصول إلى المحيط الأطلسي، خاصة في ظل فشل المشاريع السابقة بينها وبين المغرب لتصدير حديد منطقة تندوف، مشيرا إلى أن الجزائر تركز على طريق الزويرات كخيار استراتيجي، حيث إن تكلفة التصدير عبر موريتانيا تعتبر أقل مقارنة مع التصدير عبر الموانئ الجزائرية على البحر الأبيض المتوسط.
واختتم مصرحنا حديثه، بالقول إن الزيارة تحمل أبعادا سياسية واقتصادية وجيوستراتيجية، حيث تهدف إلى استمالة موريتانيا للانضمام إلى التحالف الثلاثي الذي يضم الجزائر وتونس وليبيا.